الاتحادات العربية في الست العجاف

قراءة: علي الحربي

لا أجد وصفا يليق بالسنوات الست الماضية لبعض ممن أطلقت على نفسها بـ “اتحادات عربية” أصدق من وصف “الست العجاف”! وذلك منذ أن أطلقت جامعة الدول العربية عام 2017 مبادرتها (ملتقى الاتحادات العربية).

ست عِجاف (وستستمر).. عاشتها بعض الاتحادات، وهي -بالأساس- كيانات كسيحة ويابسة، بمخرجاتها، وانتسابها غير الشرعي، وبأشخاص يمكن وصف بعضهم بالمتربّحين، حتى إن مقرات إداراتها مجرد قهاوٍ وصوالين «غير ثقافية».

كيانات ضعيفة صنعت لأشخاصها أسماء دون أن تقدم أفكارا أو أطروحات ذات قيمة، بل ويمكن القول -وبكل شفاقية- بأنها أسهمت في التقليل من دور العمل العربي المشترك وشوهته.

كيانات ساهمت في التضليل والتكسب بطرق مختلفة، بل تطاول بعضها إلى حدّ السماح بمنح بعض أعضائه (ومن يدفع!!) درجة دكتور، ومرتبة سفير، بل وسفير فوق العادة أيضاً.. وغيرها من الأسماء والصفات ذات البريق المخاتل!.

استثمرت هذه الكيانات غياب سلطة الرقابة عليها، وانطلقت لتسرح وتمرح، مستغلة اسم وشعار وسلطة الجامعة العربية، لتعمل وفق مصالحها، لا كما هو المرجو والمأمول من الاتحادات بشكل عام.

أتكلم بشفافيّة ووضوح عن تلك الاتحادات الهشة، فتعريَة حقيقتها والاعتراف بتلك الحقيقة ليس عيبا، وإنما العيب مواراة كل ذلك وإخفاؤه.

فتلك الاتحادات لم تتوقع أن يتم التضييق عليها إلى هذا الحد، عبر استمرار ملتقى الاتحادات لعامه السادس، وبتطوير مستمر في أدواته، وتشكيل مكتب تنفيذي ولجان داعمة وغيرها من آليات تضمن استمراريته عاما بعد آخر، وكأني بتلك الاتحادات كانت تتمنى أن تموت فكرة الملتقى في عامها الأول.

وحتى لا أبدو متشائما، فإن مقابل «الست العجاف» لدى تلك الاتحادات، كانت هناك «سِمان» لاتحادات أخرى مثابرة وعاملة بجهد وشغف وطموح بما تقدمه للمجتمعات العربية.

اليوم، يحقق ملتقى الاتحادات العربية، الذي يُقام سنويّا تحت رعاية الجامعة العربية وبدعم من أمينها العام، نجاحات مشهودة في طريق الارتقاء بالاتحادات وتقوية ركائزها والوصول للحوكمة والإدارة الرشيدة لتحقيق أهدافها.

جهود استمرت سنوات، باهتمام من مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية الوزير المفوض محمد خير عبدالقادر وفريقه، ونشاط رئيس المكتب التنفيذي للملتقى رئيس الاتحاد العام للخبراء العرب أحمد الجروان وجميع الأعضاء؛ سعيا لإحداث حالة من التمازج بين الاتحادات والمنظمات، وبغية توحيد الآراء والتكامل والتنسيق لتقديم طرح متناغم ورؤية واحدة.

ومع التفاؤل بما يطلق عليه «التشبيك» بين عمل المنظمات والاتحادات، تبقى هناك مشاكل أخرى تعانيها الاتحادات ذات “الدخل المحدود”، والتي تتشكل من كيانات وجمعيات مهامها توعوية بحته؛ كالاتحادات البيئية والتطوعية وغيرها، والتي تختلف -كليا- عن اتحادات أخرى قادرة على استقطاب الكوادر المتميزة وعمل الأنشطة النوعية؛ كاتحاد المصارف العربية واتحاد الغرف التجارية والصناعات والمستثمرين والمنتجين والإذاعات العربية وغيرها كثير، والتي تحصل على دعم من المنظمات الملتحقة بها بالإضافة لأنشطتها الفاعلة.

هذه الفروقات بين اتحادات قويّة، وأخرى عاجزة، تصعد بالمطالبات التي تدور في فلك الدعم وتوفير البيئة التي تحفز على الابتكار والتفكير ومن ثم الإبداع.

سقف التفاؤل يعلو في أن تستمر السنوات القادمة سنواتٍ سِمانا تتحقق فيها طموحات الاتحادات العربية، وأن تحظى بالتمكين -بكافة سبله- حتى تكون شريكا قويا قادرا على تقديم مخرجات تليق باسماء تلك الكيانات.

5 موضوعات رئيسة في الملتقى السادس

• ريادة الأعمال
• التنمية المستدامة
• الاقتصاد الرقمي
• الأمن الغذائي
• التغيرات المناخية

أبرز المطالبات

• التمكين والدعم
• تأهيل الشباب لفرص العمل الجديدة
• توفير بيئة تشجع على الابتكار والتفكير

تواريخ في عُمر الملتقى

• 2017 بمقر جامعة الدول العربية
• 2018 في بيروت استضافة اتحاد المصارف العربية
• 2019 في الأردن استضافة الاتحاد العربي للصناعات الغذائية
• 2021 مدينة العلمين استضافة الأكاديمة العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري
• 2022 تونس استضافة اتحاد الإذاعات العربية
• 2023 أبو ظبي استضافه الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟