الكرة العالمية تستلهم الإبهار من دوحة قطر

يشهد ملعب البيت في العاصمة القطرية الدوحة، الأحد القادم 20 نوفمبر 2022م، انطلاقة بطولة كأس العالم لكرة القدم، والتي تبدأ بمراسم حفل افتتاح البطولة في الساعة الخامسة عصرا، والذي سينقل على قنوات بي إن سبورت، فيما تنطلق في السابعة مساء أولى جولات البطولة باللقاء الذي يجمع المستضيف العنابي القطري أمام الإكوادور.
وفي خضم هذه التظاهرة الكروية العالمية، التي كلفت قطر 12 عاما من العمل المستمر والاستعداد، والذي ظهرت بوادره منذ إعلان استضافتها للبطولة في 2010م، السنوات مضت سريعا، وخلال هذا العقد من الزمن جهزت قطر المرافق لأكبر المسابقات الرياضية في العالم، حيث أنفقت قطر لهذا الحدث الأسطوري 220 مليار دولار؛ رغبة منها في تهيئة بنية تحتية عالمية ستجني ثمارها على المدى البعيد، وشمل ذلك مد الطرق، وأنسنة معالم الدوحة من سوق واقف وصخب أسباير، حتى شاطئ الأحلام في كاتارا، وهيئت وسائل النقل العام الحديثة والفنادق العالمية والمرافق الرياضية التي تقام على ملاعبها الثمانية مباريات البطولة، وهنا نتوقف عند الملاعب، والتي بنتها من العدم، وشيدتها من حيث انتهت التقنية، لتقفز بروعتها نحو التفرد في القيمة المضافة والميزة التنافسية عالميا، الأمر الذي سيتيح أقصى درجات الراحة ومتعة المتابعة للجماهير، التي وصلت وستصل إلى الدوحة من كل أنحاء العالم، وأكملت عقد الجمال بالمدن والغرف الفندقية العائمة على شواطئ الدوحة.
وتميزت ملاعب المونديال في الدوحة بكونها تجمع بين روعة التصاميم، والطاقة الاستيعابية، وفخامة الخدمات التي تجاوزت سقف الإبهار في آخر ما وصلت إليه تكنولوجيا الرياضة، وعبرها لن تتوقف المباريات بسبب التقلبات الجوية أو التغير في درجة الحرارة، بعد أن وفرت لها كل وسائل التقنية الفاخرة، من إضاءة وتكييف وغرف فندقية تمكّن من يرغب من متابعة المباراة من غرفته الخاصة بالملعب، فضلا عن قرب الملاعب وسهولة التنقل والوصول ومشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد.
ومن المتوقع أن يزور قطر خلال المونديال 1,5 مليون مشجع لحضور هذا الحدث التاريخي، الأمر الذي سينعش قطاع السياحة بشكل لافت، وما يصاحب ذلك من خدمات ترتبط بالتسوق والترفيه، ومن المتوقع أن تصل أرباح قطر من هذه البطولة إلى 20 مليار دولار، إضافة إلى مكتسبات اقتصادية على المدى القريب والبعيد.
رئيس اتحاد الفيفا السويسري جياني إنفانتينو أوضح أنه لم يشاهد بلدا جاهزا للاستضافة وأكمل متطلباتها بشكل ليس له مثيل كما نشاهد في قطر.
ومواكبة للتطور، كرست الجهات المعنية بالاستضافة والتنظيم التكنولوجيا الرياضية، وذلك من خلال شركة (SponixTech)، والتي ستوفر حزمة من الخدمات الإعلامية والإعلانية، عبر إعادة اللقطات بتقنية الواقع المعزز، فضلا عن الإعلانات الافتراضية أثناء المباريات المباشرة.
يذكر أن فيفا حققت 5,4 مليار دولار من عائدات كأس العالم الذي استضافته روسيا في 2018م، وبنسبة زيادة 16% مقارنة بعائداتها من نسخة 2014م التي أقيمت  بالبرازيل.
وتعمل فيفا كمنظمة غير ربحية في استثمار أرباحها في تطوير كرة القدم، حيث تم استثمار 4,3 مليار دولار في عام 2018م من حقوق البث خلال كأس العالم السابقة، وفي النسخة الحالية لكأس العالم احتدم التنافس بين شركات البث العالمية، وفازت fox في مزايدة على منافِستها Espn، وتم إبرام صفقة بقيمة 400 مليون دولار مع الفيفا للحصول على حقوق البث التلفزيوني خلال كأس العالم 2022م، ومن المقرر أن يسجل الإنفاق على الإعلانات والتسويق خلال كأس العالم الحالية رقما قياسيا.
ختاما، الحدث الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وما تم إعداده عمل مشرف يفوق الوصف، كل الأمنيات لمنتخباتنا العربية (السعودية، قطر، المغرب، تونس) بتقديم مستويات ونتائج مشرفة تعكس مكانة وأهمية مشاركتها وحضورها المميز في هذا المحفل العالمي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟