في مقهى العائلة . الحبّ قبل فنجان القهوة

تقرير: ماجد الصقيري

في قلب المدينة المنورة وتحديدا بشارع سلطانه يستوقفك مقهى بخطوط إبداعية تم رسمها لا بريشة فنان واحد بل بألوان خمسة فنانين مختلفي الأعمار .. مقهى يدعوك لتحتسي فنجان القهوة على طاولته الأنيقة ويحملك أيضا لحكاية من حكايات ألف ليلة وليلة تجسد الحبّ والوفاء في أجمل صورة.

أحمد الأحمدي قائد أوركسترا المكان ومن ورائه أربعة أبناء يرددون خلفه النغم الجميل .. غابت الزوجة وتخيّرت لها مقعدا في عالم بعيد .. ومع غيابها بقيت الروح العطرة ترسم للخمسة طريق الإبداع. رحلت الزوجة بأمنية المقهى الذي يضم كل أفراد عائلتها في مكان عمل واحد .. ومع الغياب تركت زوجا قادرا على تحقيق حلمها وأبناء لاهمّ لهم إلا تنفيذ وصيتها.

حفزّ الأحمدي أبناءه ليستنفروا الهمّة ويبدأوا معه مشوار العمل ويحققوا حلم أمّ تمنت لو تعيش هذه اللحظة .. فتح المقهى وبدأ المشوار وكأنه يرد بالعمل هديّة حق لزوجة تستحق.

ليال ولين وبدر وصهيل ..هم أصحاب المكان وحاملو فنجان القهوة إلى طاولتك. يعملون – رغم صغر العمر – بثقة الفرسان. يبتسمون للعمل وكأنهم في رحلة عنوانه المتعة والرفاهية. يركضون إليك لتلبية مطلبك وكأنهم يعملون في هذه المهنة منذ سنوات طويلة.

القهوة صناعة عائلية والطاولة اختيار أسري ..والوفاء فطرة والحبّ رسالة .. هذه هي الرسائل التي يٌصدّرها لك مقهى الأحمدي وهذه هي التفاصيل الجميلة التي يحكيها فنجان القهوة الساخن

الجميل هو ما رصدته ” حديث المدينة ” في لقائها مع الخمسة والذي لا يخرج عن الالتزام. فعواطف الأبوة تتوارى أمام ميثاق العمل الجاد. لا مجال للكسل والتقاعس أمام تلبية مطالب الجالسين. لامجال للخطأ والنسيان .. أوركسترا عمل وعزف يحمل عنوان الحرص والالتزام

مقهى الأحمدي الذي يرتاده المئات لا يٌصدّر حكايته ذات المعاني العذبة للجالسين ولكن شيئا ما تستشعره عند بوابة المكان ..تشعر وكأن المقهي صديق تربطه بك خيوط قديمة وذكريات. تشعر بأجواء يظللها الحبّ ومكان عنوانه القرب .. تشعر وكأنك تحتسي القهوة في بيتك ووسط عائلتك.

مقهى الأحمدي مكان حددت موقعه وألوانه وشكل مقاعده وعدد طاولاته زوجة وفيّة وغابت ليُكمل زوجها وأبناؤها ما رسمته هي بالأمس.

هذا هو مقهى شارع سلطانه وهؤلاء هم أبطاله الخمسة ..عائلة سعودية انتصرت على أوهام الحزن وتجاوزت دموع الرحيل وقدمت للدنيا أجمل عنوان من عناوين  الإرادة .

لمشاهدة الفيديو