من يُمزّق القرارات؟!

بقلم : رئيس التحرير

 

“إذا أردنا أن نعرف ما نحن فيه علينا تذكّر ما كنا عليه”.. هذه العبارة تكفينا وتُشبعنا ونحن نقرأ وضع الشؤون الصحيّة بالمدينة ومستشفياتها بشكل عام.

عزالله ماقصرت..
حينما دعم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان القطاع الصحي أحدث نقلة فارقة في فترة زمنية قصيرة من مشاريع صحيّة غير مسبوقة تحققت على أرض المدينة المنورة خلال أربع سنوات فقط، بدّلت المشهد الصحي، وصنعت التفاؤل في مستقبل صحي مختلف ينهي الآزمة المستعصية التي كان يشكو منها هذا القطاع لهذا شهدنا المستشفى التخصصي -صاحب الترتيب الثالث على مستوى المملكة- وغيرها من المشروعات التي وثقت الأرقام المليونية نجاحها، وكذلك افتتاح 12 مركزاً للرعاية الأولية المطوّرة وتدشين للمستشفيات المتنقلة ومراكز اللقاح المتطورة وزيادة السعة السريرية بالمستشفيات والصعود بعدد أسرة العناية المركزة للأطفال بنسبة40% وزيادة أسرة العنايات المركزة للكبار بنسبة 60% وتقليص قوائم الانتظار في العمليات بنسبة 40%.

أربعة سنوات من الدعم كانت كافية لتجويد الرعاية الطبية للمرضى ورفع كفاءة أداء المرافق الصحية. جهود في سنوات قلائل صنعت داخلنا التفاؤل، ومشاريع تم تدشينها على أرض المدينة لا يستطيع أحد إنكار حجمها ونفعها وحصادها المستقبلي ولكن..

العبث والشللية!

الإشكالية ليست في البناء والإنشاء والدعم والأجهزة، الإشكالية في (السوس) الذي ينخر في جسد القطاع الصحي بالمدينة ويأكل أطرافه، فكلما سرت الدماء في مفاصله عاد للعجز من جديد لأن هناك من يكره ويرفض أن تقوم للقطاع قائمة وأن يتحرك كغيره من القطاعات على قدم وساق.

ويبدو أن العلّة ليست في رأس الإدارة كما يعتقد البعض بل أنها في بعض المتنفذين والمسيطرين، والشلليّة التي تشكلت وكبرت بسبب الأيادي المرتعشة التي طبطبت كثيرا وعجزت عن اتخاذ القرار بشأنها.

إشكاليات القطاع الصحي لا تنتهي بل تتوالد كل يوم، منها ما ظهر للعلن وعرفناه ومنها ما اختفي خلف ستائر سوداء نسجها “أصحاب المصالح” ليواروا خلفها صنيعهم.

إشكاليات القطاع الصحي جعلت حتى أبناء المدينة المميزين المتواجدين في وزارة الصحة يرفضون تولّي إدارتها مخافة “الشلة” التي استأسدت في مواقعها وتمكنت حتى باتت هي صاحبة الكلمة والقرار.

الإشكاليات التي تكبر في الشؤون الصحيّة يوما بعد يوم ليست صنيعة إدارة لا تعرف كيف تخطط على الورق بل صنيعة أيادٍ تعرف كيف تعطل القرار وتمزق الورق.

داخل القطاع الصحي بالمدينة سواعد تبني وأخرى تهدم، قرارات يصنعها المجتهد وتعطلها الشلليّة التي نادت بعضها واستجمعتها جلسات الشيشة والمعسل.

العلّة ليست في الرأس يا معالي الوزير.. والتغيير ليس تبديل رداء من هذا لذاك، بل بتر عضو كي تسلم أعضاء. فلنبحث جادين عن العضو الفاسد كي نضمن للقطاع العافية ويعود لنا التفاؤل من جديد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟