الصقيري يكتب : أنا ومارادونا

 بقلم : ماجد الصقيري

نائب رئيس التحرير

أنا لا أكتب بمداد الإعجاب عن اسطورة كرويّة أطربت العالم وأمتعته ،ولا أصفّق لمارادونا على الورق كما صفق له الملايين في المدرجات.. لن أعُيد ما كتبه الغير عن رحلة مختلفة ليس لها شبيه في مضمار المستطيل الأخضر بل سأنفرد في مقالي باستعادة أكثر من مكالمة هاتفية جرت بيني وبينه منذ 9 سنوات عند قدومه للخليج العربي مدرباً لنادي الوصل الامارتي وتحديدا في عام 2012 م .

استعيدها لأقدم مارادونا الذي لا يعرفه الكثيرون أقدم لاعبا امتلك أسرار الرياضة ومفاتيحها وأدرك أنها أقوى الروابط الجامعة بين الشعوب . وسيلة للتنافس لا للتناحر والتقاتل .لاعبا أدرك أن الموهبة تسبقها الأخلاق ولا نجوميّة إذا غاب هذا المعني الجميل.

اتصالاتي الهاتفية مع مارادونا وبالتنسيق مع مترجمه الخاص حينها لم تستمر لدقائق طويلة ومنها تلك التي استمرت لدقيقتين ونصف في أعقاب مباراة الأهلي والمصري البوسعيدي التي راح ضحيتها 74 قتيلا .

هاتفته لأسأله عن الدم في الملعب الأخضر.. لم أسأله عن مهاراته وأهدافه وما يرسمه للمستقبل بل انعطفت معه انعطافه بعيدة وسألته عن المأساة الرياضية التي أوجعت قلب العالم فأجابني ” نحن نلعب لنجمع الناس لا لنفرقهم نتنافس للترفيه لا للقتل”.

عبارات قليلة اختزلت مناهج النجم الفذ دييجو مارادونا وكيف كان يرى الرياضة عملا جامعا لكل شعوب العالم وجسرا لصناعة الحبّ بين الأوطان.

سؤالي لمارادونا كان حصريّا في وقته وتصريحاته لي كانت انفرادية لأنها جاءت في ميقاتها الصواب. أما إجاباته فستظل درسا يعيش بيننا مهما مرت السنوات.

“نتنافس للترفيه لا للقتل” .. عبارة أخذتها عنوانا وستظل هي العنوان الأجمل في تاريخ الرياضة.

وداعا النجم الأسطورة .. صوتك لايزال يتردد في مسامعي ومناهجك لن تموت.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟