فايروس الصين ٢٠٢٠

بقلم: سمية جلون

 

بدأ عام ٢٠٢٠ بخبر انتشار فايروس معدي انتقل من أطراف الصين إلى مدن آسيا مروراً بالمحيط إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسجل عدد من الحالات المشتبه بها حول العالم مثيراً لتساؤلات عدة حول ما إذا كانت هذه الظاهرة هي حرباً بيولوجية لإبادة البشر أم رسائل كونية لتيقظهم، وصرحت منظمة الصحة العالمية مؤخراً عن إحصائيات تشير فيها إلى ‏إرتفاع عدد الوفيات والحالات المشتبه بها المصابة بفايروس كورونا الصيني حتى يتم حصر المرض في المناطق المحددة وأخذ الاحتياطات لعزل المصابين والعمل على رعايتهم والحد من الإتصال المباشر بهم، وكل ما قد يقوم به البشر على وجه الأرض هو عمل أقصى ما يمكنهم عمله لحماية أنفسهم وعائلاتهم كما هي الفطرة.
ومن وجهة نظري أرى أن ظهور هذا الفايروس هو رحمة للبشر في كل حالاته، حتى للأرواح التي غادرتنا إلى السماء، كونه فايروس ينتقل عبر الرذاذ المتطاير من العطاس أو الكلام (من فم أو أنف المصاب) فهو يمثل انتقال الذرات السلبية من شخص إلى آخر وكأنه ظهر في زماننا هذا حتى تتوقف البشرية عن أكل لحوم بعضها وعن التركيز على حياة غيرها، وعن ملاحظة ما يجري حولها وعن الإنشغال عن أهدافها الخاصة ‏بأهداف ونوايا الآخرين، أو الخوض في معارك لا تجدي نفعاً وعن وعن وعن…
فكما يُطلب من المصاب الانعزل بمفرده وحماية نفسه وعائلته بالأساليب الوقائية والإلتزام بالوصفة الطبية والإسترخاء أكثر مع اتباع نظام غذائي صحي، فإن الكون كله يطلب منك في عام ٢٠٢٠ العودة الى الفطرة وأن تنعزل بمفردك عن كل ما يؤذيك وتعمل على حماية نفسك وعائلتك ‏دوماً، وأن تكون على وعي وحرص بما يفيدك ويقيك من العلاقات السامة والسلوكيات الخاطئة، وأن تلتزم بما يجعلك صحيحاً معافاً مكافئاً لنفسك بكل ما يشبعها ومستمتعاً بوقتك وحياتك وبكل نعمة لديك بحب وتوازن، حتى تعيش جنة الله في الحياة الدنيا وتسعى لجنة عرضها السماوات والأرض في الآخرة مراقباً لهذا الفايروس ومترنحاً حوله حتى لا يصيبك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟