بازار الحي.. قد (يطرب)!

مع الانفتاح السياحي والسفر لبعض الدول يمكن ملاحظة البازارات كأحد الملامح السياحية التي لا يمكن تجاوزها، بل يلاحظ أن أهل البلاد يجدون فيها المنفعة الشرائية والاحتياجات المعيشية وشيء من الترفيه.
وقد يكون البازار دائمًا ومستمرًا على مدار الأيام، ويكون متقطعًا له موعد يوم محدد من أيام الأسبوع، وهذا الأخير يقام في إحدى الساحات المناسبة في الأحياء. وهذا هو مصب حديثنا.
شاهدت كما شاهدتم تلك البازارات، وكيفية البيع والشراء، ونوعية ما يعرض فيها من منتجات أساسية لابد لكل منزل وأسرة منها.
يستمر البازار ليوم كامل أو لساعات من اليوم، تُعرض فيه الخضار والفواكه والتوابل والصناعات اليدوية وغيرها من الأصناف والاحتياجات الأخرى، وسكان الحي ومن يمر به ينتظرون موعده لشراء حاجاتهم أو عرض منتجاتهم.
ومن ميزات هذه البازارات أن الأسعار فيها أقل من المحلات والأسواق، وكذلك قربها من جميع أفراد الحي حيث الوصول إليها لا يكلف عناءً ولا جهدًا أو وقتًا.
هنا في مجتمعنا تقام هذه البازارات، ولكن إقامتها لغرض ربحي واجتماعي وترفيهي واستعراضي، وتكون غالبًا في مناسبات وأماكن معينة كمقر إقامة المعارض مثلاً، والأسعار تكون فيها كما هي في الأسواق المركزية والمحلات التجارية، وربما أكثر! وتقتصر المعروضات على بعض المنتجات الكمالية وغير الأساسية.
إضافة إلى استهدافها لفئات معينة وهي القادرة على زيارات المعارض والتواجد في الفعاليات المختلفة من أصحاب القدرة المالية الشرائية، أما من لا يمكنهم التواجد في الفعاليات ومطاردتها فليس لهم نصيب إلا من خلال السناب وأشباهه!
ومراكز الأحياء ومجالس الأحياء ينصب تركيزها على الجوانب الإثرائية والرياضية، وبعض (الحوارات) المكرورة، والتي هدفها الوهج الإعلامي وما يكتب في التقرير وتصدّر صور المبادرين إلى بؤرة الضوء أجارنا الله وإياكم!
فالأسماء هي الأسماء، والأساليب لا تتغير، والمناسبات تقام بشكل روتيني، والأهم عند القائمين عليها تعبئة الجدول وإعداد التقارير، والمباركة المتبادلة بادعاء التميز بين شركاء المجلس أو المركز!
والسؤال القائم ماذا استفاد أهل الحي من هذا المركز أو هذا المجلس؟ هل قدم المجلس أو المركز أي خدمات تفيد الأسر في نفس الحي؟ الكثير من رواد هذه المجالس ليسوا من أهل الحي التابع له هذا المجلس أو المركز! بل هم ممن يلبون الدعوات على موائد الكاميرات، وللصداقات النفعية دور كبير في ملء المكان.
وهم نفس الوجوه التي تتواجد في كل لقاء تقليدي!
لست في هذا المقال لغرض (النقد) لمراكز ومجالس الأحياء، بل للتلميح للقائمين عليها بأن عليهم الإبداع والتركيز في تقديم خدمات تساهم في خدمة وراحة أهل الحي وإسعادهم.
وبالعود لـ (البازار) لماذا لا يقام بازار أسبوعي في الحي بإشراف المركز أو المجلس والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ووضع آلية مناسبة للمعروض والعارض. بازار الهدف منه ليس الربح البحت، ولا يكون المعروض فيه من الكماليات بل من أساسيات احتياجات المنازل والأسر. يكون يومًا في الأسبوع يتم الإعلان عنه لأهل الحي ويكون متاحًا لجميع أفراد الحي للإفادة منه، وأولوية المشاركة لسكان الحي، ومن ثم لبعض من يرى القائمون على المركز أو المجلس أهمية مشاركتهم في البازار من خلال عرض بضائعهم. مع مراقبة الأسعار والتي لا بد أن تكون مخفضة وفي متناول الجميع.
كم عدد المستفيدين من مشروع سهل كهذا؟ والاستفادة هنا ربحية مادية، واجتماعية وترفيهية كذلك وميزات أخرى.
مع ضرورة إدراك أن المستهدفين هم الأسر والعوائل، فبعض الأسر لا عائل لهم، وليس لديهم من يقضي احتياجاتهم.
مع أهمية البعد بعيدًا عن (هياط) وسماسرة السناب وأخواته، كي لا يخرج (البازار) عن هدفه السامي وغايته النبيلة.

قفلة:    (الناس بالناس مادام الحياء بهم   والسعد لاشك   تارات.. وهبات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل   تقضى على يده للناس حاجات) * الإمام الشافعي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟