شعراء في المدينة

المدينة المنورة منذ القدم كانت منبع إبداع، ومنجم ذهب صافي يتجدد ويتزايد أمام من ينقّب ويسبر أغواره.

والشعر من أسمى المعاني الإنسانية ومن أرقى المصنفات الأدبية وأعذب الموارد الفنية.

ومع تتابع  العصور الأدبية تجد شعر شعراء المدينة فيه من الرقة والمرونة ما يجمّل النصوص ولعل هذا بسبب الهدوء والبعد عن التجاذبات السياسية في تلك العصور، وبداية من بعد سنة63هـ.

وقد وافق هذا حالة من الترف الذي أدى إلى تغيير في نمط الحياة الاجتماعية، يذكر الدكتور شوقي ضيف في كتابه (الشعر والغناء في المدينة ومكة لعصر بني أمية) “ من يقرأ في الشعر العربي، وينظر في نصوصه ونماذجه الكثيرة يجد صورتين متقابلتين منذ العصر الجاهلي؛ صورة تقليدية تعتمد على رسوم وتقاليد كثيرة، وصورة أغانٍ خالصة تعتمد على العزف والضرب على الآلات الموسيقية.

سأتجاوز كل الحقب التاريخية حتى أقف معكم على وقتنا الراهن هذا، وأذكر بعض رموز الشعر في المدينة المنورة الآن فما يبوحون به إنما هو حلقة إبداع في سلسلة إبداعات سابقة، ربما يكون لها نصيب في مقالات لاحقة.

محمد الصفراني ناقد وأستاذ في جامعة طيبة له ثلاثة دواوين (شارب المحو المدينة مواقيت الرمال)

من شعره عن المدينة: تغلغلي في عروقي واكتبي بدمي    قصيدة الحب والالهام تنقاد

 وصففي شوقي المنقوش ادعية     ما ينثني في ثنايا الليل عباد

حسين العروي لديه ديوانان ومن شعره قصيدته التي مطلعها: يا صديقي ليس هذا زمنيسفري طال وضلت سفني

أبو الفرج عسيلان معلم في المعهد العلمي وصدر له ديوانان (باتجاه الشمسغواية الطين)

من شعره: راحلٌ يا مسير بالرغم عنه    وسيمضي لعله أن يصيبا

 راحلٌ راحلٌ خطاه حيارى     يضرم الوهم في سراه الوثوبا  

بشير الصاعدي وهو امتداد لشعر محمد هاشم رشيد لما تربطهما من علاقة كان لها الأثر على شعره، ولديه ديوان واحد (غيابة حب)

أشقانيَ النأي فاستدنيت راحلتي   يممت نحوك حتى هدني السنين

طال المسير وليل البيدِ يُؤنسني        وكم تَهَيَّب من إقداميَ الحذر

د. سعيد العواجي أستاذ النقد بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية صدر له (دون أن نلتقي) عن نادي المدينة الأدبي.

يوسف الرحيلي عضو لجنة التأليف والنشر بنادي المدينة الأدبي لديه ثلاثة دواوين (جناحان للوجدالتي في الصدوررحم الجهات)

حافٍ تلقنّه الرمضاء ما جهلا   في لثغة الطين هذا الكاحل اغتسلا

  من تمتمات الحكايا سحر هامته   والبحر لولا دموع الشط ما اكتملا)

ورائعته التي فازت بعدة جوائز (رويدك! تحت الأديم نبي      توّرد في الموعدِ الأجدبِ)

عيد الحجيلي عضو مجلس إدارة نادي المدينة الأدبي ورئيس اللجنة الثقافية صدر له (قامة تتلعثمجوامع الكمد)

من شعراء التسعينات في الشعر السعودي وممن يمثلون شعر الحداثة ويحافظون على مدرسته حتى الآن.

أسري إلى المعنى.. إذا ما ضاقَ عن ظلّي مدايْ    وإذا تَمَغْربَ مَشْرِقٌ.. وأضعْتُ بينهما صُوايْ    أسري على ظهر المجازِ.. أشِفُّ.. يغشاني سَنايْ        أطوي سُمِيَّ الآفلينَ.. وأجتلي ثَمِلاً أنايْ

مروان المزيني عضو اللجنة الثقافية كتب الشعر والمسرحية والقصة القصيرة له 8 دواوين (مع بريد الأنجم الهاجرة أرض المدينة رداء الشعر  –نتف شعرية يا أنا بلا سكر أميرة الشعر)

  أتذكرُ يا رداءَ الـشعر ليلا      مـشيناه بـلا خطوٍ سويا

   تداعبني القوافي في دلالٍ     أباعدها فتسـبـقني إليّا

منى البدراني (خنساء المدينة) يا بدرَ ليلِ العاشقينْ.. ورِواءَ أجْنحةِ الحَنينْ.. ذِكرى تُهدْهِدُها السنينْ

  فلكمْ تَسَاقينا القَصيدْ.. من ثَغرِ نبْضاتِ الورِيدْ.. نَشْتاقُها حينًا وحينْ

والعديد من الشعراء الذين لا يسعني إلا أن أذكرهم سردًا ولعلها تتاح الفرصة لأكتب عنهم بعض التفاصيل، ياسر محبت ويوسف الصاعدي ومعبر النهاري وخالد النعمان وعلي جدعان، ومن الشاعرات هند النزاري ونادية البوشي. وغيرهم والكثير أعتذر منهم جميعًا لضيق المساحة.

(لا تسأل مدينيًا عن الغناء في الأسبوع القادم)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟