
أغرب مخطوطات العالم في المدينة المنورة
في المدينة المنورة وعلى مر تاريخها جمعت إرث كبير من المخطوطات النادرة بل وبعض هذه المخطوطات خُصّت للمدينة المنورة, فنجد أنها ضمت بداخلها مقارنة بمساحتها الكم الهائل من المكتبات الوقفية والمكتبات العامة والخاصة التي بدورها احتوت على أندر المخطوطات التي تفنن النساخ في كتابتها وزخرفتها وتعد المخطوطات أحد الدلالات على التطور الحضاري والعلمي وحفظها دلالة على الاهتمام وتحقيقها هو ختام دور المخطوطات الذي يصبح بعد ذلك أحد المقتنيات النادرة.
وأنا هنا سأتحدث عن أغرب مخطوطة قرأت عنها نقلاً عن من شاهدها قبل مائة سنة تحديداً عام 1328ه/1910هـ وهو المؤرخ والرحالة محمد لبيب البتنوني الذي وصف أحد أغرب المخطوطات في العالم وذلك عندما أخذ يتجول في مكتبات المدينة المنورة, وتحديداً عندما بدأ يوصف مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت التي كان يقع مبناها في الشارع المقابل للجدار القبلي “الجنوبي” للمسجد النبوي , وكان وصفه ما نصه:
” ولقد رأينا شيئاً من غرائب الصناعة النادرة في بابها وهو كتاب أشعار فارسية مكتوبة بالخط الأبيض الجميل للملا شاهي, وبينا نحن نعجب من جودة الخط, واتقان الصناعة والنظافة وحسن تنسيق حروفها على صغرها ودقتها لفت نظرنا حضرة مدير الكتبخانة إلى أن حروف الكتابة إنما هي ملصوقة على الورق فتأملتها فوجدنا شيئاً يبهت الطرف لرؤيته ويعجر اللسان عن نعته, خصوصاً عندما أخبرنا أنهم كانوا يكتبون هذه الكتابة ثم يفصلونها عن ورقها بظفرهم ثم يلصقونها على ورقة أخرى”.
انتهى كلام البتنوني وهنا وبعد ما مر على مشاهدته التي أثبتها صاحب كتاب الرحلة الحجازية أي بعد مرور أكثر من قرن نتمنى أن يعرض أغرب مخطوط في أحد متاحف المدينة المنورة.