إعلان وظائف (مُشفّر)

بقلم: محمد عوض الله العمري

 

متى سيتوقف من يدير الوظائف في بعض الشركات والمؤسسات عن السلوك الاستفزازي للباحثين عن العمل، والساعين لطلب التوظيف من خلال الإعلانات التي يتم نشر ها من خلال مواقعهم الإلكترونية؟
ألا يكفيهم ما هم فيه من قلق وتوتر لأجل تأمين أمنهم الوظيفي واستقرارهم الاجتماعي والنفسي.
شركة تعمل في المطارات -وتحديدًا في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة- تعلن عن وظيفة لحملة الثانوية العامة، فيسابق الشاب الزمن ليكمل إجراءات التقديم قبل انتهاء الوقت، هو وغيره من الحالمين والمنتظرين والمؤملين، كل حسب تخصصه ورغبته، ويستبشر خيرًا فيبدأ بتعبئة النماذج الإلكترونية، وينتقل من مرحلة لأخرى، والأمل يتسامى مع كل نموذج يكمله والأحلام تتماهى مع كل ملف يرفقه، حتى يصطدم بجدار الخيبة وحائط الاستفزاز الذي بناه (بقصد أو دون قصد) مهندس الإعلان فصار جدارًا محكم البناء لا يمكن تجاوزه ولا مجال للالتفاف من أي جوانبه!
بكل بساطة يجد في أحد نماذج استكمال طلب الوظيفة نموذج ارفاق (رخصة) خاصة في مجال العمل المطلوب، وهذا حتى حينه طبيعي من حيث الشكل، ولكن عن البحث عن كيفية الحصول على هذه (الرخصة) يجد مهرها غالٍ وشرطها عالٍ فلا تمنح إلا بعد شهادة البكالوريوس!
فيتبدد الأمل، ويسيطر الخجل، من هكذا صدمات تزف الإحباط وتؤثر في النفسيات، وتعصف ربما بالسلوكيات.
إن التلاعب بالمشاعر أمر سيئ جدًا.
صياغة إعلان الوظائف يجب أن يكون واضحًا وجليًا لا يحتمل الشك والتأويل فالمستهدف غالبًا يكون شابًا يافعًا لم تعركه الدنيا ولم تتجاذبه مفردات العزف على المشاعر وأوتار الأمل وكلمات الأحلام.
فإما أن يكون إعلانًا زائفًا لغرض الإعلان فقط (ربما يكون تسويقًا للشركة وإشهارًا ترويجيًا لا أكثر)
أو من يدير الموارد البشرية في الشركة لم يتقن صياغة الإعلان.
والخيار الأخير الخطير هو بغرض استبعاد المتقدمين وزف الوظيفة لشخص بعينه واستثناء شرط الرخصة ذات المهر الغريب المريب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟