كسوة الكعبة في الدولة السعودية الأولى

تيزار

الكعبة المشرفة هي بيت الله، وقبلة المسلمين، ولكسوة الكعبة أهمية كبيرة لدى المسلمين على مرور السنين، وعبر العصور الإسلامية كانت كسوة الكعبة المشرفة من المظاهر المهمة خلال موسم الحج، وقد تعددت أشكالها وألوانها، فقد كساها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالثياب اليمانية المخططة بالأبيض والأحمر.
يتم تغيير الكسوة في موسم الحج، وتكون فيها فتحات للحجر الأسود والركن اليماني، وكالستار على باب الكعبة.
كانت تصنع كسوة الكعبة في مصر، وكانت باللون الأسود، وعليها كتابات بخيوط ذهبية ومزركشة بالفضة.
أما في عهد الدولة السعودية الأولى، عندما دخلت مكة المكرمة تحت الحكم السعودي في عهد الإمام سعود الكبير، فقد أمر الإمام سعود الكبير بصناعة الكسوة في الدولة، فتمت حياكتها.
فقد حج سنة ١٢٢١هـ، ولأول مرة في عهد الدولة السعودية كسيت الكعبة المشرفة بكسوة من القز الأحمر الفاخر، ثم بعد ذلك أصبحت تكسى بالديباج والقيلان الأسود، وكسوة بابها بالحرير المطرز بالذهب والفضة، وكان الإمام سعود الكبير في كل سنة يحج يكسو الكعبة المشرفة بكسوة جديدة.
كانت كسوة الكعبة تصنع في الأحساء، وترسل إلى مكة المكرمة، من عام ۱۲۲۱ هـ حتى عام ١٢٢٧هـ؛ لشهرة أهاليها بإتقان ومهارة فن الحياكة، كما أنها كانت معروفة بأنها الأفضل والأجود، ووصف ابن جحاف اليمني كسوة الكعبة:
«ولما نزل سعود إلى البيت أمر بأن تُنزع كسوته، وكسا الكعبة عباءة حساوية قيلانية، وهي من أفخر ما عندهم».
استمرت كسوة الكعبة خلال عهد الملك عبدالعزيز، إذ أمر ببناء مصنع للكسوة في مكة المكرمة، والذي ما زال حتى اليوم يصنع الكسوة للكعبة المشرفة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟