رياضي.. فاهم (الدايت) خطأ

هل سبق -أثناء تواجدكم في مجلس مجتمعي- طرح موضوع حول أهمية الرياضة وأثرها على صحة الإنسان، بدلا من تكرار مناقشة هموم العمل ومصروف الأسرة ومشاريع اللحظة وعناء تربية الأبناء وأحلام ومغامرات ما بعد التقاعد.

في الوقت الذي يبدأ فيه خبير تجربة الدايت -في المجلس المذكور أعلاه- بمداخلته للحديث عن جانب من برنامجه الرياضي والغذائي، وكيف استطاع في زمن قياسي إنقاص وزنه وتوقفه حتى عن وجبته المفضلة (الكبسة) وسط اندهاش واستغراب الجميع، ومع جميل ما قدم وعرض نؤكد بأن الدايت مفردة تكرس مفهوما لمرحلة لها بداية ونهاية، وبالتالي انتكاسة.

لأنه مع اتخاذه قرار إنقاص الوزن من خلال الرياضة واتباع نظام غذائي صارم، ورغم تحقق الهدف وظهور النتائج، إلا أنه عاد كما كان وزيادة، توقف عن الرياضة وأصبح يتناول ما لذ وطاب له من الطعام لتعويض الأيام الخوالي وليالي المعاناة مع (الدايت)، وهنا يكمن الخلل، ولذلك لا بد عند وضعكم لبرنامج رياضي ونظام غذائي من الاستمرار وعدم التوقف ليصبح لكم نمط حياة، وبالتالي تتحقق الفائدة.

ولا يخفى عليكم أن عدم الاهتمام بممارسة الرياضة والإفراط بالأكل يؤديان إلى انتشار مجموعة من الأمراض التي أطلق عليها أمراض العصر، ومنها مرض السمنة وداء السكري وتصلب الشرايين وغيرها، ولتزايد الكلفة العلاجية توجه المجتمعات التركيز على الوقاية والتثقيف الصحي لمعالجة هذه المشاكل الصحية.

وفي المقابل، فإن ممارسة الرياضة والتنظيم الغذائي يعدان عنصرين رئيسين في صحة وحيوية الأفراد، وتتلخص فوائدهما في بناء جسم قوي خالٍ من الأمراض، قادر على القيام بمهام الحياة بعيدا عن القلق والتوتر، وما لذلك من مكتسبات ترقية الحس وشفافية الشعور وبناء الجسم السليم المقاوم للأمراض، كما أن عدم ممارسة الرياضة يؤثر على تحسين إمداد الجهاز الهيكلي بالأملاح المعدنية ويفقد الجسم القدرة على المحافظة على صافي وزن الجسم من العضلات والعظام، وبالتالي تراكم الشحوم بالجسم.

وينعكس ذلك على الكفاءة في المهارات العقلية العصبية والمهارات الحركية، والتي تعتبر الأساس في النشاط والحيوية للجسم، إضافة إلى ذلك نجد أن عدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم يجعل الجسم عرضة للإصابة بالتشوهات القوامية، وذلك بسبب عدم تحريك أجزاء معينة من الجسم، والتي يقع عليها حمل كبير وبذل جهد دون الأجزاء الأخرى، كما أن عدم ممارسة الرياضة مع نظام غذائي غير جيد يؤثر على عدم قدرة الجسم على التخلص من الوزن الزائد، ويصبح الفرد معرضا لأخطار السمنة الزائدة، ولا يقف تأثير عدم ممارسة الرياضة عند حد التقليل من كفاءة الأجهزة الحيوية للجسم، بل يتعدى ذلك إلى ضعف القدرات البدنية والعضلية والفسيولوجية.

ختاما.. لا للرياضة من أجل (الدايت)؛ ومن ثم التوقف، بل نعم للاستمرار والمداومة على الرياضة لتصبح (نمط حياة) وجزءا هاما من يومنا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟