مشاريع المدينة

وهِمَم وعزيمة الرجال

حسين حمزة محمود عويضة

تعوّدت بعض أقلامنا، في كثير من مقالاتنا، أن لا نتحدّث إلّا عن السلبيات والإخفاقات والملاحظات على قطاعاتنا الحكومية والأهلية ومشروعاتنا ومكتسباتنا، ونغفل -في الوقت نفسه- التحدّث عن الجوانب المضيئة والركائز الإيجابية والنقاط القويّة وهمم الرجال الذين كانوا خلف هذه الإنجازات.
ومن باب الإنصاف والأحقيّة والفخر، رأيتُ أنّه من الواجب أن أنثر مداد القلم، اليوم، وأنقل للملأ ما تشهده شوارع وأحياء المدينة المنورة، هذه الأيام، من ورش عمل وجهود غير مسبوقة، فما من شارع رئيس أو فرعي أو حي، إلّا نجد ونرى المُعدّات الثقيلة والآلات والعُمّال منتشرين في أرجاء تلك المواقع للحفر والهدم والبناء والتشييد.
ومن خلال هذه المشاهد العمليّة، نحن -أهل المدينة- مُتفائلون ومُستبشرون خيرًا بهذا الجُهد، وهذا العمل الشامل الدؤوب الذي يحدونا الأمل فيه، وتقودنا ثقتنا بحكومتنا، وأمير مدينتنا، وأمين أمانتها، وهيئة تطويرها بأنّ مدينة حبيبنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بعد الانتهاء من هذه المشاريع ستظهر بطابع جديد، وسترتدي ثوبًا قشيبًا يتوافق ويتناسب مع مكانتها وقدسيّتها، فهي كباقي مدن المملكة في سباق مع الزمن، في تحقيق الرؤية المنشودة (2030) لهذا الوطن الغالي.
فقد خُطّط واعتُمد للمدينة الكثير من المشاريع العملاقة، يأتي في مقدمتها مشروع (داون تاون)، والذى استبدل باسم: “ملتقى مدينة المعرفة الاقتصادية”.
ويتضمّن هذا المشروع حزمة كبيرة من المشاريع السياحية والترفيهية والثقافية.
ومن المشاريع التي ستشهدها المدينة، أيضًا، مشروع تطوير أرض مشرف، وتطوير مشروع أرض الغربة، فضلًا على ما تقوم به الآن الأمانة وهيئة التطوير من مشاريع (أنسنة) بعض شوارع المدينة، وإنشاء بعض الكباري، وتعديل مسارات أخرى، واستحداث تقاطعات.
وهناك الكثير من المشاريع التنموية للمدينة، والتي تجعلنا نتفاءل ونتأمّل ونأمل ونفخر.
كُنت أتمنى أن تُوضع لوحات أو شاشات إليكترونية إرشادية في موقع كل مشروع من هذه المشاريع، وفي جميع الجهات، تُشير إلى نوع المشروع والجهة المسؤولة والجهة المُنفذة والوقت الذي يستغرقه، وتحديد الوقت الذي سينتهي فيه بالشهر واليوم والساعة.. فهذا ما نشاهده في كثير من الدول المتقدّمة.
وأعتقد أن هذا الأمر ضروري لوضع المواطن في الصورة، وليتعرّف على نوع المشروع وفترة إنجازه، وهذا ربّما يكون من حقّه أن يعرف؛ لأنّ كل هذه المشاريع له ومن أجله.. وأعتقد أنّ هذا يُحفّز المقاول على الانتهاء في موعده، فالأمر أصبح على مرأى الجميع.
وممّا زاد أهل المدينة فرحًا واستبشارًا وإضافة مُباركة، هو بُشرى مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتوسعة مسجد قباء، والتي نقلها لنا ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- خلال زيارته الأخيرة للمدينة، وسيشهد هذا المسجد المُبارك اتّساعا بمقدار عشرة أضعاف ما هو عليه الآن، إضافة إلى ما يلحق المشروع من توسعة ومواقف وحدائق تضيف إليه جمالًا فوق جماله.
وامتدّ عبق هذا الخبر السعيد، وانتشرت رائحته، فبدت تُشتمُّ في كل أقطار العالم الإسلامي، ولله الحمد.
وحيث الفضل يُرجع لأهله، فإنّ كُلّ هذه المشاريع، وهذا الحراك العمراني والجمالي الذي تشهده المدينة، من ورائه رجُل عظيم، وفارس فذ، لا يسأم، ولا يتوانى، ولا يتعثّر في امتطاء جواده الأصيل واللّحاق بالسباق ومُنازلة الصعاب، وكسر الحواجز، وفتح الأبواب؛ من أجل هذه المدينة المُباركة، التي وَعَدَ بأن يبذل قُصارى جهده لتكون من أجمل المدن.
إنّه أميرها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والذي نشهد له، ويشهد له التأريخ بجهوده وسعيه الحثيث، منذ تولّيه إمارة المنطقة، في خدمة هذه المدينة المُباركة في كافة الجوانب العمرانية والصحية والتعليمية.
وبجانب سموّه الكريم، عضُده ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل -حفظهما الله وأعانهما وكتب لهما المثوبة والأجر.
وإذا ذكرنا مشاريع المدينة، نذكر خلفها أمانة المدينة، وهيئة تطويرها، ونذكر أمينها ورئيسها معالي المهندس الخلوق فهد البليهشي، أحد أبناء المدينة البررة، المُقَدِّرين مكانتها وقُدسيّتها، الشغوفين بخدمتها، الحالمين بتطويرها، وبمعيّته فريق العمل الباذلين معه قُصارى جهودهم، وجميل عطائهم؛ من أجل مدينة شرّفها الله بسكنى ومدفن نبيّه -صلى الله عليه وسلم.
والذي أريد أن أشير وأركّز عليه، في هذا المقال، هو أنّ لهذا الوطن رجالًا أوفياء عُظماء، مُعتزّين بدينهم، مُتأثّرين بنبيّهم -صلوات الله وسلامه عليه، مُترسّمين خطوات قادتهم في الوفاء والتفاني والإخلاص، يبذُلون ولا يتعبُون، يُعطون ولا يبخلون، يسهرون ولا ينامون، تتجافى عيونهم عن السّبات من أجل خدمة هذه البلاد.
حُقَّ لنا أن نفخر ونُفاخر بهم الآخرين، ونتحدّث عنهم، ونذكرهم للملأ، فهم أمل الوطن وريحانته.
نسأل المولى العلي القدير أن يحفظ بلادنا وأمننا وأماننا وحكومتنا، وعلى رأسها مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله ورعاهما ذخرا وعزّا لهذا الوطن.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟