قتلت بالتأخير أجمل القصص

3 أفكار إبداعية حيّرتني فلم أنفذ واحدة

نمت بجوار الجنّ و “عوض” طمأنني أن العفاريت تخاف منّا
النقوش وقبور موتى القوافل قصص مثيرة في رحلتي مع سالوبيك
شاركني الدكتور حسين أجمل فكرة ولكني تراجعت عنها
صديقة لبنانية أخرجتني من دائرة الحيرة والقلق وصنعت حلا لأزمتي
كرهت القصة المكتوبة وأحببتها من جديد.. وهذه هي الأسباب

الحلقة السادسة
علي الحربي

وقتما تتزاحم في رأسك الأفكار، فكرة تناديك للتميّز وأخرى تحفزك للتألق وثالثة تقرّبك من الإبداع لا تجد وقتها حلا إلا التوّقف عند تنفيذ أىّ واحدة وكأنك تُعاقب نفسك بقتل القصة وحرمان الآخرين من متابعتها -نصاً كانت أو توثيقاً أو مادة فيلمية- ومع قناعتي بأن لكل فن من الفنون الثلاثة قراءه ومتابعيه إلا أن تزاحم الفنون الثلاثة في رأسي جعلني أتوقف عن كتابة رحلتي مع بول سالوبيك رغم ثرائها وجمالها.

كلمة وصورة

في البداية.. كنت أرغب أن أكتب قصص رحلتي مع بول سالوبيك ونشرها بالصحف ولكن ناشيونال جيوغرافيك رفضت طلبي بسبب أن القصة الأساس يجب أن تكون لديهم بداية أو لأسباب أخرى لا أعرفها، ولأسباب أمنية كان غير مصرحاً لي بأن أكتب تغريدات في تويتر أو النشر في الفيسبوك، كان ذلك قبل عالم السناب شات والذي لو كان موجوداً أيضاّ لما استطعت أن أنشرها لنفس الأسباب التي ذكرتها.
لكن ناشيونال جيوغرافيك أعطتني الموافقة على إصدار كتاب عن الرحلة وهو جعلت الأفكار بعدها تتزاحم.

الجنّ والليل

قررت بعد انتهاء الرحلة مع Paul إنتاج أفلام وثائقية قصيرة، كل فيلم يحكي قصة مثيرة ومشوقة، وللحق وجدت بحوزتي قصصا كثيرة تُحفز لروايتها كأماكن الجن التي تكررت في مناطق عدة نزلنا فيها -ليلا- حيث كان ينصحنا البعض بعدم المبيت في المنطقة التي استقرينا بها بعد تعب المشي والجهد الشديد بحجة أنها “منطقة جن” مليئة بالقصص.

بلا خوف

لم تثنينا التحذيرات من مجاورة الجن الذي يحكي عنه الكثيرون والمبيت في تلك المناطق، ليس بسبب عدم خوفنا ولكن بسبب التعب والإنهاك الشديد الذي كان يصيبنا من المشي، نمنا بعمق وراحة حتى أن “عوض” كان يطمئننا بأننا من شدة التعب و “الشخير” قد نُخيف الجن ونطرده.

طرق الحاج

لم تكن أماكن الجن وحدها تحفزني للولوج لعالم “الوثائقيات” وإنتاج القصص المصورة، بل قصص أخرى كطرق الحاج القديمة للقادمين من العراق مثلا، أو اليمن أو الخليج، فلكل من تلك الطرق قصص مثيرة ومشوقه لا يعرفها الكثيرون.

نقوش وقبور

ما أكثرها القصص حقا التي كنت استحوذ عليها فمع الجن وحكاياته وطرق الحجاج وحكاياتها المثيرة كانت الأماكن الغريبة والجميلة في المملكة والنقوش والآبار التي حُفرت في عهد المماليك، والتي كانت تبعد تقريباً عن بعضها مسافات متقاربة حتى يستفيد منها الحجاج في التزود بالماء، بالإضافة للقبور التي وجدناها على طريق الحاج القديم حينما كانت القوافل تدفن موتاهم أثناء الرحلة للذهاب للحج أو العودة منها على جانبي الطريق وقد شاهدنا منها الكثير واختزنت حكاياتها في ذاكرتي لسنوات.

التطوير مشكلتي

تطوير الفكرة والوصول لمنتج عالي المستوى كان مشكلتي بل أزمتي التي لم أجد لها حلاً، فمن فكرة كتابة القصص في صحيفة عكاظ -ورفض ناشيونال جيوغرافيك طلبي- ، وعدم كتابتي كتغريدات في تويتر أو منشورات في فيسبوك لأسباب أمنية، إلى إنتاج وثائقي لكامل الرحلة ومن ثم إنتاج حلقات منفصلة عن كل قصة كانت الحيرة التي انتهت بي إلى التوقف لسنوات.

إليانا بدر.. صانعة الحل المؤجل

أخرجتني الزميلة الصحفية اللبنانية اليانا بدر -وهي الخبيرة في إنتاج الأفلام الوثائقية- من دائرة الحيرة بعدما استشعرت ترددي الطويل وبحكم عملها كمنتج أفلام وثائقية اقنعتني بفتح شركة إنتاج خاصة بي كي أنتج بنفسي سلسلة أفلامي، وفعلاً استخرجت سجل تجاري بالإنتاج المرئي والمسموع لكي أستعد لتلك الخطوة، حتى أن الهوية للمؤسسة كانت بدعم منها عن طريق زميل لها مصمم تركي. لكن الانشغالات المختلفة بالعمل والأولويات أجلّت فكرة الفيديو وبدأت الكتابة.

الخبرة والعمل

لا أنكر أن ارتباطاتي العملية الخاصة وعملي في أكثر من مجال وعدم خبرتي بعالم الإنتاج المرئي كانا سببين يضافا لما ذكرته من أسباب حتى وصل بي المطاف كأنني أقتل الأفكار بيدي، وكأنني كما ذكرت سلفاً انتقم من الفن بكل أشكاله، وفي كل عام يمر وأنا لم أوثق الرحلة كنت أتذكر دائماً مقولة سالوبيك لي: علي إن لم تكتب فوراً ستتدفق الأفكار كما يتدفق الماء من بين أصابعك.

أجمل الأفكار

تطورت أفكاري وتقدمت بفكرتي لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان -الذي كان وقتها رئيساً لهيئة السياحة- بعمل سلسلة حلقات بالتعاون مع مكتبة الملك عبدالعزيز وذلك بالاستعانة بالكتب التي تتحدث عن الرحلات والأماكن والمواقع بالمملكة وإنتاج أفلام لكل كتاب، أي بتحويل الكتب التي قد لا يقرأها الكثير إلى فيديوهات.
كنت أطور فكرتي الناجحة بالتشاور مع الدكتور حسين أبو الحسن مستشار الأمير سلطان بن سلمان ولكن رغم ثقتي بنجاح هذا المنتج، ورغم رد الأمير سلطان وإشادته بالفكرة وطلب مني Pilot للحلقة الأولى النموذج إلا أنني تراجعت ولا أعرف حتى اللحظة لماذا تراجعت.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟