
عجائب الدُنيا “الجديدة”.. سعودية
لم تعد سبعا، كما وثقتها كتب التاريخ، فالسنوات تمر، والتاريخ يرى عجائب جديدة على أرض الصحراء، فالرمال التوّاقة لقطرة ماء تستضيف الألعاب الشتوية على قمم جبالها الثلجيّة، ويتسابق المشاركون بالتزلج على جليدها.
كما أن الجبال الصلدة -بتضاريسها الوعرة- تتحول إلى مدن ذكيّة يسكنها البشر والروبوت معا، ليس هذا فقط، بل جزر البحر الأحمر التي عاشت لسنوات مهملة لا نعرف من أسمائها إلا النزر اليسير تتحول لأرقى المنتجعات وأكثرها جمالا، تجذب إليها عشاق الجمال من مشارق الأرض إلى مغاربها.
بعداد الأسابيع، لا السنوات، يمكن حساب الإنجازات، فما من أسبوع يمر حتى يدهشنا ولي العهد بمشروع جديد مبهر، واليوم جاء دور مدينتنا، مدينة النور والضياء، ليعلن سموه عن هذا المشروع الراقي الذي اشتاقت المدينة لنوعيته، مشروع راعى فيها كل شيء، بدءا بمعمارها ونخيلها، حتى لون ترابها.
مشروع يغير مفهوم الضيافة والزيارة، ويجعلهما أكثر احترافية، بأماكن تراعي الإنسان والطبيعة، وتخلق الروحانية التي ينشدها الزائر.
ماذا لو سمعنا هذه الأخبار منذ 10سنوات مضت؟!.. كيف كنا سنتعامل معها مكتوبة على الورق، أو مُذاعة في تلفاز؟!.
بالوجوم والدهشة والاستغراب والتهكم والتنمّر، كنا سنواجهها؛ لأنها تكسر حاجز التصديق في زمانها، وتحملنا إلى خيال لا يقبله عقل.
ماذا فعل محمد بن سلمان؟.. لم يأت إلينا حاملا عصا موسى، ولكنه حمل إرادة وتصميما وطموحا وقوة، حوّل بها مستحيل الأمس إلى ذكريات، مُنتقلا بالصحراء من رمال جافة إلى مسرح للعجائب التي توّقف العالم عند سبع منها.. واكتفى.
صحراء شبه الجزيرة تُصدّر، اليوم، للتاريخ عجائب من نوع جديد، تضاريس وعرة تنتقل إلى مدن ذكية، وجزر مهملة تتحول إلى أيقونات سياحية جمالية، وجبال صلدة تُخطط مساراتها لاستقبال سباق للتزلج على الجليد.
هذه هي السعودية، التي رآها العالم في الأمس “صحراء وناقة”، تسبق الكل بصناعة الحضارة في كل المجالات.
محمد بن سلمان ألهم السعوديين، فحققوا معه ما أراد من هدف حتى ولو كان بالأمس خيالا، وأدهش العالم، بل وأوقفه أمام إرادة السعوديين التي يلين لها الصخر والجبل.