سعدى، من البادية إلى عالم النفط

بقلم: محمد عوض الله العمري

 

حنا بدو.. عبارة تكررت كثيرًا في الأيام الماضية، في وسائل التواصل وكذلك في الجلسات الخاصة والعامة، نتيجة طبيعية لردة الفعل العاطفي.
سمعناها وقرأناه وبعضنا لم يدرك منها إلا الخيمة والعيش في الصحراء بعيدًا عن مناطق الراحة وتوافر مناحي العيش الرغيد.
كلا.. من كانت هذه نظرته فعليه أن يراجع قواميس بني وطنه وينظر إلى ما وصلوا إليه، وماهم فيه من علم وأدب وإبداعات في مختلف الاتجاهات.

أو يرجع لقراءة ما كتبه الكتاب عن رموز وطنية، أو ما سطرته أيدي أولئك النخبة في مذكراتهم وحياتهم، ليقف على ما قدمته الصحراء من عقول مذهلة ونماذج ملهمة في تاريخنا الماضي والمعاصر.
كتاب ” من البادية إلى عالم النفط” لمعالي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول لأكثر من عقدين، وأول رئيس سعودي لشركة أرامكو، والكتاب عبارة عن سيرة ذاتية منذ أن كان يرعى الأغنام في البادية طفلاً، مرورًا بانتقاله للمراحل الدراسية ثم وظيفته مراسلاً يوزع المعاملات في الشركة حتى تولى قيادة عملاق النفط(أرامكو) ثم وزيرًا، متناولاً حقبة زمنية مليئة بالأحداث السياسية والاقتصادية شهدتها المنطقة.

ومن يحبذ قراءة السرد القصصي متعدد الحلقات موثقًا حقبة زمنية ليست بعيدة ومناطق قريبة من المدينة فليقرأ ” سعدى” لمحمد مسعد المخلفي، تلك المرأة التي تحملت مسؤولية عظيمة لتمثل دور المرأة الرائد في القوة والعزيمة وسعة الإدراك والإيمان، وكيف جابت الصحراء وتكبدت الصعاب لتساهم بشكل كبير بتحدي الظروف نحو هدف معين ومن خلال قيم نبيلة.

كتب عنها الدكتور مرزوق بن تنباك (لكن سعدى صاحبتنا اليوم ليست قصة فنية ولا رواية خيالية ولا سيرة ذاتية، سعدى حقيقة بسند متصل بكامل تفاصيلها وأحداثها) وكتب أيضًا (…لم تستسلم حتى حولت كل عوامل التحدي في حياتها إلى نجاح لم يحققه كثير من جيلها…فربت الأولاد ونمت المال وأسست الشركات ولم تمت حتى ذاقت طعم النجاح …)

وختم مقالته عن “سعدى” (كم سعدى مثلها عاشت معها في ظروف مثل ظروفها لم يكتب كفاحها ولم تتح فرصة للأجيال التالية أن تقرأها)
والنماذج كثيرة لمن أراد أن يعرف المعاني والقيم التي تربى وما زال عليها أبناء هذه البلاد، فقط عليه الذهاب للمكتبة والتزود من تلك الكنوز الثقافية والإرث الجميل.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟