نقطة (القياس)
بقلم: عبد الحق بشير العقبي
القياس مرآة تعكس مراد الناظر إليها المتأمل في معانيها الباحث عن مقاصدها. تقيد المطلق وتطلق المقيد. كل شيء يخض للقياس حتى الفكر وما لا يخطر على بال. وفي الإدارة مبادئ أهمها ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته. ومن القياس قوله تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) (30) البقرة. قياس على تجربة مضت للحكم على مستقبل مجهول ومنها قياس إبليس قال تعالى: (قال ما منعك أن تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) (12) الأعراف. وفضل الله الرسل بعضهم على بعض وكذلك النباتات فضل الله بعضها على بعض في الأكل ومن حصاد القياس العنصرية والعصبية القبلية والكبر والنرجسية، والقصاص قياس، وللأحكام الفقهية قياس، والحواس الخمس أدوات للفهم والقياس، الحصان مقياس القوة، وعنترة من مقاييس الشجاعة، وحاتم الطائي من مقاييس الكرم، وللجمال مقاييس، الجودة والمعرفة مقاييس. فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟.خزنة جهنم فتنة قياسية، والأمثال قياس فكري يستلهم منها الحكم والعبر، وقياس اليهود نهاية الإسلام بعد واحد وسبعين عاماً قياساً على فهمهم المستند إلى حساب الجمَّل في تفسير (ألم) حيث (أ = 1 / ل = 30 / م = 40 ) فزادهم النبي صلى الله عليه وسلم حسرة بعلمهم فأرسل إليهم قوله تعالى: (المص) ومجموعها في حساب الجمل (مائة وإحدى وستون سنة) فقالوا هذه أثقل وأطول ثم (الر) وبعدها (المر) وهذه مائتان وإحدى وسبعون فأسقط في أيديهم. والميزان قياس الدنيا والآخرة وهو أدق وأعدل المقاييس وبه يقاس النفيس والبخس الرخيص والمكيال مقياس النفوس فمن الوفاء حسن المكيال والمطفف من غلبه الهوى فخسر المكيال لأن المكيال لا يقاس به النفيس أبداً والإنسان خلق في أحسن تقويم فكان مقياساً للأبعاد فمنها الذراع والباع والقامة والشبر والقدم والإصبع، والقياس والتقييس في زماننا هذا أصبح من متطلبات الحياة الإنسانية الإقتصادية، ومن أبجدياتها العملة والبورصة ومعدلات الإنتاج القومي والبيئة بقياس الطقس ومكونات الهواء والماء والجماد، والنسبية قياس فجر القنابل الذرية والهيدروجينية وأطلق العنان لاختراعات متسارعة أودت بحياة الناس فقادتهم إلى قياس الضغط والنبض والتنفس والتوازن النفسي والعصبي والصحة والجمال، ومقياس مصير الإنسان حسنات وسيئات مقدارها معلوم وقيمتها مجهولة والحكمة لا يعلمها إلا الله.
