تركيّة تنجو من أنياب الموت و تبحث عن محمود

حديث المدينة

عند أزمات الموت تختفي الهويّات والجنسيات وينطفىء لهيب العداوة والخلاف وتتجلى صورة الانسان المجبول على نصرة الضعيف وإغاثة الملهوف والمكروب.

هذه هى الحكاية التي روتها امرأة تركية ضعيفة ظلت لساعات تئن بصرخات غير مسموعة تحت أنقاض الزلزال فإذ بشاب سوري يحفر الأرض بأظافره – كما روت في فيديو تناقلته الوكالات – حتى سال الدم من يده لينتشلها من تحت ركام الموت .

السيدة التي ترجمت الوكالات حديثها من داخل أحد المستشفيات قالت –  وهى باكية – إن شابا سوريا يُدعى محمود أنقذ حياتها مؤكدة إن جدران المنزل سقطت علي رأسها ولم تقو على الحراك وباتت تصرخ صرخات يائسة أملا في النجاة فإذ به تراه يطمئنها ويجاهد من أجل إزالة الركام ومن ثم انتشالها.

و أضافت لم يكن الشاب  السوري من طواقم الإنقاذ الموكولة بنجدة المحتجزين ولكنه تحرّك – مدفوعا بوقود الانسانية لينقذ كل من أمامه من قبل أن يلتهمه فم الموت .

وأكملت : ( لن انساه ما حييت واذا خرجت سأبحث عنه في كل مكان وأجده . فهؤلاء هم السوريون عاملناهم في بلادنا بقسوة فأنقذونا من تحت الركام .. سأبحث عنه وحتما سأجده )

الانسان السورى الذي يلاقي تحت سطوة الحكم التركي أسوأ أنواع المعاملة لم يلتفت للوراء ولم يتذكر فساوة التعامل بل تحرك مدفوعا بالمروءة إيمانا منه بان الموت متى حلّ لم تعد للهويّات وزنا ولا للجنسيات قيمة ..بل يبقى انقاذ الانسان هو أغلى معنى وأجمل قيمة .

آخر احصائيات زلزال تركيا

 

  • مقتل 35
  • اصابة 1556شخصا
  • انقاذ 45 من تحت الانقاض

   

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟