اللويحق .. صوت البسطاء تحت القبة
يحمل الموت أجسادا إلى مثواها الأخير ولكنه يترك السيرة وصدى الكلمات حيّة ليعيش بها ومعها أناس آخرون.. هذه هي الحقيقة التي نستشعر صدقها متى تذكرنا رحلة الشيخ عامر بن عواض اللويحق – أو يحلو لنا تسميته ” صوت البسطاء تحت القبة “.
رجل استهلك عمره كله – إن جاز التعبير -في صناعة بسمات على ثغوز المعوزين. جعل من لسانه سيفا ينتصر به لمطالب البسطاء -معاشا وصحة وتعليما. تحت القبة.
وفي رأينا أن اللويحق -بكل ما قدم في رحلته المهنية والحياتية من أعمال ناجحة -يمثل أكبر إنموذج على السيرة التي لا يغيب عطرها بل تظل رحيقا يحفز الكل على اقتفاء أثر طباعه وخصاله.
السماحة والتواضع والتواصل مع الآخرين ومجالسة البسطاء رباعيّة ميزت اللويحق في حياته لهذا لم يكن غريبا أن تلاحقه الدعوات الصادقة يوم الرحيل.
وإذا كانت هذه أجمل خصاله فما أروعها رحلة الجهاد التي خاضها وهو يقدم التوصيات والمقترحات الثريّة التي تخدم المواطن تحت قبة الشورى والتي كانت تلاقى دوما الاستجابة وسرعة التلبيّة.
رحلة جهاد اللويحق التي يتفق عليها الكل لم تكن الشورى وقبتها مسرحها الوحيد فأطروحاته الناجحة طالت مجلس منطقة المدينة المنورة ومجلس الاستثمار ولجنة رعاية الأيتام بطيبة الطيبة. كل هذه الأماكن شهدت له بالتألق والإبداع في الطرح والسعى والركض من أجل تحويل الفكرة إلى حقيقة.
صفات اللويحق – صاحب السيرة والصوت الذي لا يغيب – تكبر وتتعاظم وتحلو بالإحسان. فما أجمله وهو يعلّم الكل – صغيرا وكبيرا -إخفاء المحاسن والصدقات وجبر الخواطر والعثرات ودعم المراكز الخيرية والجمعيات.
كل هذه المعاني علمها لنا اللويحق بلا ضجيج ولا قلم ولا لوحة إيضاح .. بل علمها لنا بلغة السلوك والتعامل النبيل .
رحمك الله رحمة واسعة وأثابك قدر ما جاهدت و أعطيت وعلّمت