العقبي .. عاشق المعمار

 لم يكن الإبداع في عيون المهندس عبد الحق العقبي وقفا على عالم الهندسة ودُنيا المعمار التي أثرى مجالها وحقّق فيها أعمالا وُصفت بعنوان التميّز ولكنه امتد ليطال بنائية الكلمة والحرف حتى بدت سطوره على الورق هندسة من نوع جديد ومعمارا برداء مختلف.

نجاحات مهنية ونقلات نوعية حققها العقبي في مجالات التخطيط والتنظيم الإداري في عدد من مسارح العمل بدءا بأمانة المدينة مرورا بالسياحة وانتهاء بهيئات تطوير المدن. ومع اختلاف محافل العطاء كانت البصمة الإبداعية التي يتركها العقبي في كل مكان لتكون أقرب شبها ببطاقة التعريف التي تقرّبك من أسلوبه المهني ومنهجية أدائه

بصمة العقبي التي يمكن ببساطة قراءتها على جدار كل عمل وعلى تعرجات كل رسم كروكي تبدأ من نقطة الطموح والإصرار وتنتهى بنقطة مثيلة لا عنوان لها إلا التميّز والإبداع

بين النقطتين رحلة مع التخطيط المدروس والقراءة الصائبة والقياس الناجح للمسافات والإبعاد ومن ثم التنفيذ الذي يتفق الكل على تفرّده – شكلا ومضمونا .. وبين النقطتين أيضا حكاية رجل لاهم له إلا العمل تصاغرت أحلامه أمام حُلم المدينة المنورة – أحب المدن إلى قلبه.

هذه هي النقطة التي نتعامل معها  نحن وكأنها فضل زاد من قاموس الأرقام يتخذها العقبي منطلقا وخاتمة ووقود يحرك مسيرته المهنية الناجحة.

الجميل في عبد الحق العقبي يتمثل في كونه مهندسا تخطُبه المناصب وتناديه الأماكن – كما يقولون – حيث تنقل – وظيفيا – بين أكثر من مكان ليس بأمر الدرجات المهنية التقليدية بل وفق قانون الإبداع العمل الأمر الذي يتجلى بوضوح في إعارته من الأمانة لخمس سنوات لإحدى شركات المقاولات كى تفوز الأخيرة بخبراته الهندسية الراقية .

لم تكن المدينة المنورة مسقط رأس عبد الحق العقبي ولكنها مهد إبداعه ووسادة أحلامه الأولى والمسرح الحصري الذي قدّم فيه أجمل أعماله .

نقطة حق نستعيرها من العقبي ونحن نكتب عن مهندس أحبّ المدينة وقدم لها دلالات الحب في أعمال وشواهد  فصعدت به  – عن رضا  – لمسارح  التتويج ومنحته جائزة فن المعمار .

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟