نقطة (الشرق)
بقلم: عبد الحق بشير العقبي
الشرق بداية لأمور عظيمة أولها طلوع الشمس وبداية الطواف من الركن الشرقي الذي إذا امتد منه شعاع أصاب أو اقترب من جمرة العقبة وهو بداية الرجم وبين الحجر الأسود وجمرة العقبة إلى الشرق من الكعبة المشرفة يكون السعي بين الصفا والمروة !.
وأول توزيع للأسباط حول خيمة الاجتماع في سيناء بعد الخروج من مصر كان ثلاثة أسباط في الشرق كما جاء في (سفر العدد من التوراة: (وكلم الرب موسى وهارون قائلاً: ينزل بنو إسرائيل كل عند رايته بأعلام لبيوت آبائهم قبالة خيمة الاجتماع حولها ينزلون فالنازلون إلى الشرق نحو الشرق راية محلة يهوذا حسب أجنادهم … إلخ) والشرق هو المكان الذي انتبذت أي تنحت واعتزلت السيدة مريم عليها السلام من أهلها فكان بداية خلق سيدنا عيسى عليه السلام واتجاهات الإنسان مقترنة دائماً بالاتجاهات الأصلية ودليل ذلك أن اليمن سميت باليمن لأنها تقع جنوب (أيمن) الكعبة بالركن الجنوبي المعروف بالركن اليماني وتأكيد ذلك من التوراة أيضاً في أكثر من موقع منها ما جاء في سفر الخروج الإصحاح (26) الآية (18): (وتصنع الألواح للسكن عشرين لوحاً إلى جهة الجنوب نحو التيامن). وبذلك يكون الأمام وهو بين أيديهم هو الشرق الذي ابتدأ به الشيطان الرجيم تحديد إحداثيات كل إنسان فكان الإحداثي الشرقي الغربي (بين أيديهم ومن خلفهم) هو البداية يليه الإحداثي الجنوبي الشمالي (وعن أيمانهم وعن شمائلهم) هو الإحداثي الأخير قال تعالى: (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين) (17) الأعراف. ذكر الزركشي في كتابه إعلام الساجد بأحكام المساجد أن هبوط آدم وحواء كان إلى موضع الكعبة وأنزل عليه الحجر الأسود يتلألأ كأنه لؤلؤة بيضاء إلى أن قال: ثم أنزل على آدم العصى ثم قال: يا آدم تخط فتخطى فإذا هو بأرض الهند (أي جهة الشرق من الكعبة) ولأن لكل بداية نهاية فإن نهاية الحياة الدنيا هي نهاية طلوع الشمس من المشرق ليكون مطلعها من المغرب وبهذه النهاية العظيمة لاصطفاء الشرق بالبدايات ذات الأمور العظيمة ينطلق في ذهني سؤال عريض ما يزال يبحث عن إجابة منذ أكثر من ربع قرن هل لذلك علاقة بقوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين).