السوار الإلكتروني.. عقوبة بديلة

بقلم المستشار القانوني : أحمد الحربي

 

يعد استحداث نظام العقوبات البديلة مراعاة للمقاصد العميقة للشريعة الإسلامية من حيث استبدال الإسلوب العقابي بالإسلوب العلاجي، إذ يعد ذلك مراعاة وضمانا لعدم تعدي أثر العقوبة المحكوم عليه لغيره، كما أن ذلك يمنع اختلاط المحكومين بالقضايا اليسيرة ببعض المجرمين الذين قد يشكلون خطرا على المجتمع كمروجي المخدرات. كما أن استحداث نظام العقوبات البديلة يقيد استخدام هذه العقوبات بمنع ما قد يحصل من اجتهادات قد تؤدي إلى شمول بعض الفئات التي لا يجدر بأن يشملها نظام العقوبات البديلة، ويؤدي اختلاطها بالمجتمع إلى الإضرار به.
وكانت قد انتشرت في الأيام الماضية صور لبعض السجناء وهم يؤدون العمرة وهم يرتدون السوار الإلكتروني، حيث أنه حين النظر إليهم لا تلاحظ ما يجعلهم يختلفون عن غيرهم من المعتمرين وهذا ما يرفع عنهم الحرج أثناء أداء المناسك مراعاة لهم.
والسوار الإلكتروني هو قطعة الكترونية تعمل بنظام تتبع خاص يثبت على ساق المحكوم عليه ويتم تحديد نطاق جغرافي ضيق يمكن للمحكوم عليه التحرك فيه كالمنزل، ويعد من العقوبات البديلة لفئة معينة من السجناء غير الخطرين على المجتمع أو المحكومين بالقضايا اليسيرة كالقضايا المرورية والحقوقية.
وأعلنت وزارة الداخلية في مارس 2016 أنها تدرس تطبيق السوار الالكتروني على 500 من موقوفي المناصحة. وكانت المديرية العامة للسجون أعلنت في عام 2011 أنها طبقت التجربة جزئيا على بعض المفرج عنهم من سجن الحائر كالحالات الإنسانية التي تستدعي مغادرة المحكوم للسجن لفترة مؤقتة والفئات غير الخطرة حيث تجاوزت نسبة الانضباط 95%، كما يتوقع أن يشمل التطبيق عقوبات المخالفات المرورية الموجبة للتوقيف. وقد كان آخر تصريح حول هذا الموضوع هو ما صرحت به المديرية العامة للسجون أن التطبيق مازال في طور التجربة بانتظار استكمال الإجراءات النظامية فيما يخص ذلك. حيث يستلزم تطبيقها تعديل في بعض الأنظمة واللوائح لإضافة المشروعية لهذا النوع من الأحكام.
ونتمنى أن يتم تطبيق هذه العقوبة بأسرع وقت ونشكر وزارة الداخلية والمديرية العامة للسجون على هذه المبادرة.

‏Twitter:@alharbi_ahmaad

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟