رسائل من التاريخ في وصف المدينة المنورة

قبل أربع سنوات تقريباً كان مشروع رسالتي للدكتوراة المقترح والذي قدمته بالفعل لقسم التاريخ في الجامعة الإسلامية بعنوان :” المدينة المنورة من خلال رسالة وصف علي بن موسى أفندي عام 1303هـ دراسة حضارية وثائقية, ومن ثم آثرت عنوان آخر متضمن نفس الفترة الزمنية لرسالة علي بن موسى أفندي, وهذه الرسالة أحد أشهر رسائل الوصف التي تحدثت عن المدينة المنورة في تلك الفترة التاريخية, ومن خلال اختصاصي الدقيق بالوثائق وترحالي البحثي وقعت في يدي العديد من رسائل الوصف التاريخي في هذا الجانب, منها ما هو باللغة العربية أو اللغة الفارسية , أو اللغة العثمانية, أو حتى بعضها باللغة الإنجليزية والتي كانت هي عبارة عن تقارير رفعت للجان في ذلك الزمن .

وأقصد هنا برسائل الوصف التاريخي هي تلك الكتابات التي دونها شخص ما لأشخاص معينين إما بشكل عام أو بشكل خاص, يصف لهم حال المكان من شتى نواحيه العمرانية والجغرافية والاجتماعية والاقتصادية, من خلال ما يتضمنه المكان من معالم وصفية كالشوارع والأزقة والأحياء والمزارع والآبار, والمساجد, والمدراس  وطبيعة الأجواء, وأيضاً التطرق للجوانب الإدارية اذا لازم الأمر.

ولا أقصد هنا الوصف المنهجي الأكاديمي الذي يدرس الظواهر أو المشكلات من خلال القيام بطريقة علمية, ومن ثم الوصول إلى تفسيرات لها دلائل وبراهين عادة كالرسائل الجامعية, فهي رسائل بكل ما تعنيه بمعناها البسيط.

 ورسائل الوصف التاريخي التي تحدثت عن المدينة المنورة, هي ما أعمل عليه استكمالاً لما بدأت به منذ سنوات  من خلال دراسة مقارنة الوصف مثل رسالة وصف المدينة للبالي, ورسالة وصف المدينة للمرندي, ورسالة وصف المدينة لعلي بن موسى أفندي وغيرهم .

فالمدينة المنورة حرص الكثير على وصفها وتثبيت معالمها, واستنطاق تاريخها المكاني, ونثروا ذلك في رسائل وصفية تاريخية, والبعض اجتهد ودون رحلاته سواءً بأسلوب بسيط أو بأسلوب أدبي أو كتقرير استشراقي, فالعمل بهذا قائم  والجهود لا تقتصر على أحد ولكن يكون من الأصح والأجمل, أن يعطى كل أهل فن فنهم حتى لا نرى العجائب بل وحتى نرى الأمانة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟