التلوث الالكتروني.. خطر يهدد حياة الإنسان

بقلم: الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني
ناشط بيئي

 

هل الثورة العلمية في كثير من جوانبها أصبحت وبالاً على الإنسان، وخطراً على صحته وتدميراً لبيئته، فالعلم هو الذي أوجد أسلحة الدمار الشامل، والقنابل الذكية، وأدوات الترويع، وكل وسائل فناء الكون، إذن الإنسان عدو نفسه وهذا مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
وسنتحدث في مقالنا هذا عن أحد ما أنجبته الثورة العلمية والتي من صنع الإنسان؛ وكيف يكون دماراً لصحة الإنسان والكائن الحي والبيئة إذا لم نتجنب ونأخذ الحيطة والحذر من هذه الوسائل وهي الأجهزة الإلكترونية بكل أنواعها، وللأسف صار التسابق في ميادين العلم للفوز بالأسبقية في الاختراع وغيره لا يلازمه تنافس في إيجاد الحلول العملية الصحية لإفرازات هذا التسابق العلمي المحموم.
فمن ويلات هذه الاختراعات والتي تصيب الإنسان بشكل متواصل فيتعرض إلى سيل من الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية كالحاسوب والتلفزيون والإنترنت ومحطات تقوية شبكات الهواتف النقالة المنتشرة في المناطق السكنية وهو ما يعرف بخطر “التلوث الإلكتروني” الذي له أثر مدمر في صحة الأفراد.
وعلى سبيل المثال خطورة الأجهزة المنزلية الإلكترونية إذا تعرض لها الإنسان بشكل متواصل بدون أخذ الحيطة والحذر أبسطها الراحة بين الحين والآخر فقد تسبب من آثارها المدمرة في حياة الإنسان فهي تؤثر في الخلايا العصبية في المخ وتضعف القدرة المناعية للأجسام فتسبب الإصابة بصداع مزمن وانعدام التوازن والإرهاق الفكري والجسدي والنوم المضطرب الذي كثيراً ما يعجز الأطباء عن معرفة أسبابه.
ولو أردنا أن نتكلم على كل جانب من جوانب وأنواع الأجهزة بنوع من التفصيل فقد نحتاج إلى مجلدات في هذا الجانب المهم وهو النفايات الإلكترونية ودعونا نلقي نظرة شمولية عن ما تحدثه المخلفات أو النفايات الإلكترونية فهي أكبر مشكلة للنفايات المتعاظمة في العالم، ولا تكمن مشكلتها في كميتها فقط بل في مكوناتها السامة المتمثلة في عناصر البرليوم والزئبق والكادميوم فضلاً عن غاز البروم الذي ينبعث عن احتراق مكونات الأدوات الإلكترونية الذي يعتبر تهديداً للصحة وللبيئة.
من الحلول العالمية المتفق عليها للتخلص من خطر النفايات الإلكترونية ويمكن الاستفادة منها كنوع من الاستثمار.
يمكن إعادة تصنيع الحاسب الآلي، في عملية تسمى التدوير لمكوناته المختلفة والمصنوعة من البلاستيك، المعادن والزجاج، حيث يتم فرز هذه المكونات بطريقة سليمة لإعادة التدوير، فقد تكون ضارة بالبيئة إذا ما تم رميها في أماكن ردم المخلفات العامة، وعدم التعامل معها بالطرق الفنية الملائمة والضرر منها يكون إما مباشراً على العمال أو غير مباشر على غيرهم من أفراد المجتمع.
وكم نحن منتظرين شمولية العمل على التدوير ليس في مجال النفايات الالكترونية بقدر ما يكون هناك عمل شمولي في كل النفايات بشكل عام رغم وجود القليل جدآ مصانع وشركات مهتمة بمجال إعادة التدوير والتصنيع ولكن طموحنا أكبر وذلك بما يتواكب من رؤية المملكة باذن الله.

اظهر المزيد

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟