ماركل ..عندما ينتصر العشق على العرش
حديث المدينة
بدّل العشق أعراف القصر وغيّرت السمراء – أربعينية العمر – قوانين باكنجهام التي عاشت لسنوات طويلة يُمنع الاقتراب من بنودها ليس هذا فقط بل غيّرت نظرة كثير من الرجال للعالم الأنثوى ممن علّت قناعاتهم بأن الأربعين عمر يرادف خطوة لعالم العجائز وأن الطلاق يضع المرأة فى دائرة المعزوف عنها .
هذه هى ماركل القوية حقا التي لم تحن وحدها للعالم المجتمعي البسيط بل علّمت زوجها كل معاني الحنين . رفضت زخارف القصر ووسادات الأسرّة الناعمة ولم تكترث بالحراسة الحمراء التي تصطف – صمتا – حال قدومها ولم تتهيب غضبة الملكة الأم التي يرتجف لقراراتها الكل ويٌنصت لصوتها الجميع وتحرّكت لترسم بريشتها دٌنيا خاصة لها ولزوجها .
بدأت ماركل حياتها ممثلة تبحث عن دور – ولو لدقائق – على شاشة السينما ولم تكن تدرى أن الأقدار ترسم لها أعظم دور على شاشة الحياة .. لم يكن هاري زوجها الأول فقد تزوجت من قبله ممثل أمريكي لعامين ولكن لم يُكتب لهذا الزواج الاستمرار.
مع الأربعين ابتسمت الحياة لميجن ماركل وتمت خطبتها على الأمير هاري بعد علاقة تعارف لم تدم إلا شهورا ومن بعد كانت الخطبة بأغلى هدايا الماس ثم الزواج والانغماس في عالم البلاط الملكي .
لم تستعذب ماركل ميجن الثراء و زخارف البلاط وحنّت إلى ماضيها البسيط ومع القرار ورغبة الفرار من نعيم المال والجاه كانت قوتها في الإقناع حيث استسلم زوجها لقرارها متخذا من أجلها خطوة ربما الأولى في التاريخ .
ماذا فعلت ميجن كى يستجيب الأمير ؟ ماذا قالت وماذا قدمت لتنقله من عالم الملكيّة إلى الحياة المجتمعية البسيطة . تنقله ليحمل كسرة خبز لفقير و يُعيد بدعم المال البسمة لطفل مريض.
ماركل السمراء – التي تعود أصولها للتربة الأفريقية – قدمت أجمل عناوين القدرة في طلاقها وزواجها وحبّها وعلاقتها بالقصر و هروبها الجميل . قدمت درسا لإنتصار حواء ليس بسلاح الجمال بل بسلاح العشق و الإقناع .