حاتم طه .. أحب المدينة فأحبته

لن ننساكم

وقتما نستعيد رحلة الدكتور المهندس حاتم عمر طه -رحمه الله – نجد أنفسنا أمام ثلاث طرق الأول يتمثل في علاقته بالمجتمع المديني والسيرة العطرة التي خلفها بأخلاقه وتواضعه وتعامله النموذجي وأدواته في الوصول إلى قلوب كل من عرفوه والثاني في نجاحاته على صعيد العمل والتي باتت اليوم المرجع التحفيزي الذي يلوذ اليه الشباب الباحثون عن البدايات الناجحة أما الطريق الثالث يتمثل في علاقته بربه وعشقه لبساط المسجد النبوي والتزامه بالتواجد في رحابه يوميا حتى أصبح مكانا معلوما لكل من يبحث عنه ويريد لقاءه.

المهندس حاتم عمر طه رجل لم تقف نجاحاته عند حزام المدينة المنورة وحدها بل سافرت لكل دول العالم وليس أدل على ما نقول مما أحدثه من نقلة عالمية في دٌنيا لمراصد الحضرية التي أسسها وأطلق تشغيلها في أكثر من 30 دولة ومدينة في الشرق الأوسط حتى لُقب -عربيا –  برائد المراصد الحضرية. ومع ماذكرناه يأتي احتفاء العالم به وهو يرفعه إلى مرتبة الخبير في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والبرنامج الإنمائي .

رحل حاتم عمر طه عن الحياة مخلفا رصيدا مهنيا واخلاقيا بعنوان الكنز حيث يتذكر له المجتمع المديني حتى اليوم حفاوة استقباله وحرصه على انجاز كل مهمة توكل اليه .. يتذكر له فرحته وقتما ينهى مطلب سائل أو يقدم عملا يرفع من مكانة مدينته المٌحببة إلى قلبه.

(طيبة وفنها الرفيع) لم يكن فقط كتابا نال به حاتم طه الجوائز جائزة منظمة العواصم والمدن الإسلامية بل كان وثيقة حب للمدينة المنورة التي تعلق بها كل التعلق لأنها مسقط الرأس ومدرسة الأدب والخلق كما أسماها.

في ردهات أمانة المدينة المنورة لا زلنا نلحظ عطر إنجازاته وفي داخل مكاتبها نسمع سيرته وفي المسجد النبوى نعرف مكانه الذي كان لا يغيّره

حاتم طه ترك الحب في القلوب وبصمة النجاح على كل جدار ورحل الى الرحمن بعد مشوار عمر قسّمه قسمة العدل بين عمل وصلاة وعطاء وقرآن

رحمك الله رحمة واسعة .. قدمت الكثير وعطّرت المدينة بعطر النجاح.

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟