هل أنت منهم؟

بقلم: محمد عوض الله العمري

 

أحيانًا تتفاجأ بتغيير اختياراتك المعتادة بمجرد تواجدك مع مجموعة من الأصدقاء عن اختياراتك المعتادة حين تكون وحدك، وهذا الأمر لا يدعو للقلق البتة وإنما هو أمر طبيعي جدًا حسب دراسات علماء النفس في هذا الجانب، بل يمتد الأمر لأكثر من ذلك حيث يمكن تغيير اختياراتك عكس ما تريده وعكس اختيارات من ترافقهم لإثبات الاستقلالية في الرأي والاختيار.
فهناك عدد من السمات التي يتأثر الشخص تلقائيًا بها أثناء تواجده في بيئة معينة. ومن بين هذه السمات لتقريب الصورة (السمات الأسمية) فمثلاً عندما تذكر اسمًا يتبادر لك ولمن معك اسم آخر يكون عادة ملاصقًا للاسم المذكور، كالصفا والمروة والمدينة والقرية، والليل والنهار، والصيف والشتاء والشمس والقمر وغيرها الكثير، فبمجرد أن تذكر الصفا تحضر المروة بشكل تلقائي ولك أن تجرب ذلك.
كذلك من السمات (السمة الترتيبية) وهي ما تقودنا للتقليد والمحاكاة وما إلى ذلك.
رغم كون الأمر طبيعي إلا إننا أمام ظاهرة أراها في تنامي متسارع، وهي ظاهرة تأليف الكتب!
ألف أحدهم كتابًا وقام بتوزيعه على المهتمين في نفس المجال، وقام آخر بالكتابة في نفس المجال، وتم التوزيع بنفس الطريقة وكانت الجلسات والليالي كلها تدور حول هذين الكتابين مالهما وما عليهما ليس من الجانب المعرفي ولكن من الجانب الشخصي وهنا الخطورة! فالحديث أمسى حول الكاتب وقدرته الفذة أو عدم قدرته على إيصال المعلومات بالشكل الصحيح. فانقسم القوم إلى فريقين، فريق يمجد الكاتب وفريق ينتقص منه ومعظمهم بنبري للصيد بلا قوس وسهام، إلا هوى النفس.
انبرى أحدهم وتصدر المشهد بتألف كتاب عبارة عن تجميعات لا رأي له في أي ما كتب وروّج له وساعده الآخرون الذين قد لا يستطيعون أن يأتوا بقول مبين أو القدرة عن إيصال فكرة ما بشكل لائق مثله تمامًا، متسلحين بسلاح العلاقات العامة والمضافات المتبادلة.
يا أخي الكريم ليس شرطًا أن تكون كاتبًا أو شاعرًا أو رسامًا أو لاعب كرة كي تقدم نفسك للآخرين، يمكنك أن تتقدم الطوابير بفكرك وثقافتك وتقديرك للمواقف والتصرف بمقتضى الحال، هكذا سيعرفك الناس بما أنت ميسر له، أما امتطاء دواب الآخرين فستنزل عنه مرغمًا وسيطالك القدح والتقريع.
لكن لا داعي للقلق  فباب التأليف والأدب مفتوح للجميع والبضاعة المزجاة ستكون شاهدًا لك أو عليك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟