مغناطيس الإقتصاد

هل تساءلتم يوماً عن حجم الاستثمار والرواج الاقتصادي التي باتت تمثله المعالم التراثية والمتاحف حول العالم ؟؟

قد لا نتصور حجم هذا الأمر وضخامته، بل قد يتبادر الى البعض أن تحقيق ذلك ضرب من الخيال. لكن لو نظرنا بشكل سريع ‏الى الأرقام والإحصائيات المرتبطة بموضوعنا اليوم سنجد أنها باتت تسهم بشكل او بآخر في خلق رواج اقتصادي كبير وضخم للمجتمعات والدول، مما جعلها تشكل إلى جانب الركائز الاقتصادية الأخرى لبنة أساسية للبناء والتطوير الاقتصادي.

ولتبسيط هذا الأمر تعالوا معي في هذا المقال لنتعرف على بعض الأمثلة الحقيقية التي اثبتت جاذبيتها الاقتصادية:

مثالنا الأول سيكون عن برج ايفل

لم تقتنعوا .. لننظر الى مثال آخر .. متحف «غوغنهايم بيلباو» في مدينة بيلباو الإسبانية. هذه المدينة التي مرت بفترة عصيبة تاريخياً حين اصيبت بركود اقتصادي كبير ومخيف حيث كانت تضم الكثير من مصانع الصلب، وفي أعقاب انهيار هذه الصناعة، احتاجت إلى تحول كبير ينوع اقتصادها ويجذب السياح اليها. فكان هذا المتحف هو الحل .. تخيلوا ؟! متحف واحد فقط ساعد في خلق أكثر من 45.000 ألف فرصة عمل جديدة في الفترة ما بين 1997 و2007م. ليس هذا فحسب .. بل أنعش المدينة وجعلها إحدى أهم المدن المستقطبة للسياح في دولة اسبانيا. ونقل الحياة فيها من مدينة صناعية متعثرة إلى حاضرة ثقافية مزدهرة. المتحف زاره 20 مليون شخص .. فقط!! وانتمعليكم الحسبة.

أخيراً .. بعد أن تتمعنوا في المثالين السابقين .. وحتى تتأكدوا من الجاذبية الاقتصادية الخيالية لموضوعنا اليوم، تعالوا معي نفكر في آخر مثال: لماذا مدينة مثل نيويورك تتمحور جاذبيتها في الأصل حول الاقتصاد، طورت من نفسها لتشمل مجموعة من عوامل الجذب الثقافية، كقرية غرينتش، متحف الأرصاد الجوية، متحف الفن الحديث، متحف متروبوليتان، متحف جوجنهايم، تمثال الحرية، تايمز سكوير، مكتبة نيويورك العامة ..الخ؟؟ والجواب .. هذه المعالم التراثية والثقافية هي بمثابة مغناطيس ليس فقط للسكان، بل أيضاً للسياح الذين ارتفعت أعدادهم في مدينة نيويورك بسبب ذلك لتصل الى 35 مليون زائر سنوياً.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟