وصيّة النزع الأخير على علبة مناديل

 حديث المدينة – حسين بختاور 

 

ما أجمله القلم الذي لوّن علبة المناديل بأجمل وصيّة وما أصفاها النفس التي أوعزت لهذا المريض كي ينتفض من على سريره ليسطّر لأبنائه قبل الموت بـ 30 دقيقة  أجمل الوصايا.

ثلاثون دقيقة  عُمر هذا المشهد الذي تداوله كثيرون على مواقع التواصل فيما كان المستشفى العسكري بجدة هو المكان الشاهد على عبارات النزع الأخير.

ومع جمال كلمات الوداع يبقى السؤال .. من الذي أيقظ المريض من سباته كى يكتب؟ ومن الذي هدّأ أوجاعه ويدعوه ليمسك بالقلم ؟ من الذي أدار عينيه ناحية علبة المناديل ليحولها من ورق إلى حمام زاجل يوصل الرسائل للمحبين  – أبناء وزوجة.

أوصى الرجل أبناءه بالأم والأخت والمحبة الدائمة بينهم وعدم ترك الصلاة وعدم النوح عليه عند الموت .. هذه هى الكلمات بل هذا هو الميراث الذي تتصاغر أمامه بحق كل كنوز المال.

الوصيّة تؤكد أن على رؤوس الطيبين في فراش المرض تحوم الملائكة تحفزهم لنطق الشهادة وتحركهم للإمساك بالقلم والورق وتختار لهم الميقات وربما تُملى عليهم ما يكتبون.

رحم  الله الوالد محمد بن عثمان خليف الغامدي من محافظة بلجرشي  .. وصيتك لم تصل لأبنائك وزوجتك فقط بل لكل ساكني الحياة .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟