وداعا .. أبا تركي
وقتما ودّع محمد عيسى الفريدي المشرف العام على إذاعة المدينة المنورة الحياة سقطت ورقة من أوراق الإعلام الخضراء. وخلت القائمة الإعلامية المدينية الملأى بالأسماء المُخلصة من اسم أحبه الكل وعشقه الجميع.
رحل أبو تركي بعد مشوار ناجح ورحلة بيضاء قدّم فيها كل جهده وعطائه وأثرى خلالها ساحة العمل بإبداعات يتذكرها له العاملون في حقل الإعلام بشكل عام والإذاعة على وجه الخصوص .
وبعيدا عن دائرة الإعلام وعالمها عاش الفريدى حياته منغمسا مع المجتمع المديني قريبا من أفراحه وأتراحه. لم يتخل طيلة حياته عن واجب ومسئولية لذا نال الحب واستحوذ على مكانة غالية في قلوب كل من عرفوه أو رافقوه أو حتى سمعوا عن أخلاقه السمحة – أجمل عنوان التصق به في حياته.
رحيل أبو تركي عن الحياة ليس غيابا. فالرجل فينا ومعنا بمواقفه وذكرياته ومآثره المهنية والحياتية معا.
سيظل أبو تركي اسما تلاحقه دعوات المحبين له – أبناء ورفقاء وتلاميذ – ممن يتذكرون له عظيم الفضل وجميل الصنيع.
الموت لا يُغيب مآثر الرجال ولا يمحو أعمالهم بل هو يوم وميقات معلوم تذهب فيه الوديعة لصاحبها . وما أعظمهم الراحلين حقا وقتما يتركون لنا ذكريات السماحة والخلق الرفيع .. هؤلاء تركوا أجمل إرث وتاريخ يسعد به الأبناء ويتناقله الأحفاد بعزة ورفعة رأس.
رحم الله أبو تركي ومنحنا الصبر والسلوان لفراقه وأنعم عليه بالجنة لقاء ما قدم لنا كرفقاء وزملاء وجزاء ما علم لأجيال وأجيال من أبناء المدينة المنورة .
رئيس التحرير