المياه تكشف عن أكبر فجوة في اقتصاد المستقبل

مؤتمر جدة يضع العالم أمام مسؤولياته المشتركة

المملكة تقود حراكا دوليا يصنع الأمن المائي في القرن الـ21
العالم اليوم لا يملك رفاهية تجاهل أزمة المياه
ربع سكان العالم يعانون من نقص المياه على مدار العام
700 مليون شخص مهددون بالتهجير القسري نتيجة شح المياه
أقل من 1% من استثمارات البيئة والمناخ تذهب للمياه
الاستثمار الجريء في المياه بالعالم يشكّل أقل من 0.5%

حديث السعودية

أكد معالي رئيس الهيئة السعودية للمياه المهندس عبد الله بن إبراهيم العبد الكريم أن المياه كشفت عن أكبر فجوة استثمارية في اقتصاد المستقبل، مؤكدا أن العالم اليوم لا يملك رفاهية تجاهل أزمة المياه، خصوصا مع تصاعد مشكلات الندرة والشح بوتيرة غير مسبوقة.
وقال إن السعودية، بالشراكة مع دول وخبرات العالم، تسعى لقيادة حراك دولي يصنع الأمن المائي في القرن الحادي والعشرين تحت شعار «استدامة المياه بالابتكار»، معتبرا أن التحدي لم يعد في ندرة الحلول، بل في الجرأة على الاستثمار والتفكير المختلف.
جاء ذلك في كلمته خلال فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه، الذي تنظّمه الهيئة السعودية للمياه على مدى يومين، ويحظى برعاية صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي، محافظ جدة، ويشارك في فعالياته نخبة واسعة من المتحدثين والباحثين والعلماء، إلى جانب مؤسسات تعليمية، وشركات تقنية، ومراكز بحث وابتكار، وصناع قرار.
وأكمل رئيس الهيئة السعودية للمياه أنه على الرغم من التحسن الملحوظ خلال العقد الماضي في إيصال المياه إلى أكثر من 960 مليون شخص حول العالم، فإن الصورة العامة لا تزال مثقلة بالتحديات، إذ يفتقر أكثر من ملياري إنسان إلى الوصول لمياه آمنة، بينما يعاني ربع سكان العالم من نقص المياه على مدار العام أو في أجزاء منه.
وسلط رئيس الهيئة -في كلمته- الضوء على البعدين الإنساني والاقتصادي، كاشفا عن أن نحو 700 مليون شخص مهددون بالتهجير القسري نتيجة شح الموارد المائية، ما يجعل المياه عاملا مباشرا في عدم الاستقرار والهجرة والنزاعات المستقبلية.
وفيما يتعلق بالبعد الاقتصادي، قال: «المياه لم تعد مجرد مورد طبيعي، بل أصبحت عصبا رئيسيا للاقتصاد العالمي»، موضحا أن أكثر من 60% من القطاعات الصناعية والأنشطة الاقتصادية تعتمد بشكل مباشر على المياه، ضمن ناتج عالمي يُقدَّر بنحو 58 تريليون دولار.
وكشف رئيس الهيئة السعودية للمياه عن واحدة من أكثر المفارقات لفتا في اقتصاد الابتكار العالمي، مؤكدا أن قطاع المياه، رغم كونه أساس الحياة والتنمية، لا يحظى إلا بنصيب ضئيل من الاستثمارات الجريئة، لا يتجاوز 0.5% عالميا، وأقل من 1% من إجمالي الاستثمارات في قطاعي البيئة والمناخ.
ووصف معاليه قطاع المياه بأنه «قطاع مُبكِّر للمستقبل»، حيث لا تزال مساحاته الاستثمارية والابتكارية شبه بكر، مقارنة بقطاعات استنزفت معظم إمكاناتها مثل الاتصالات والرقمنة، التي تستأثر وحدها بنحو 35% من الاستثمار الجريء، والطاقة المتجددة بنسبة 18%.
وأوضح رئيس الهيئة أن ما يقرب من 90% من الابتكارات في العالم لا تفشل لأسباب تقنية، بل نتيجة غياب التمويل ونماذج الأعمال القابلة للاستمرار، مشددا على أن الابتكار المطلوب في قطاع المياه لا يقتصر على التكنولوجيا، وإنما يمتد إلى إعادة التفكير في نماذج العمل، وآليات التمويل، وصياغة السياسات العامة.
وفي استعراض عالمي للتجارب، أوضح رئيس الهيئة أن كل قارة طوَّرت حلولها وفق أولوياتها؛ فأوروبا تميزت بابتكار السياسات وبراءات الاختراع، وشرق آسيا ركَّز على إعادة الاستخدام، فيما قادت أمريكا الشمالية التحول الرقمي، وبرزت أمريكا الجنوبية في الاقتصاد الدائري، بينما اعتمدت أفريقيا على النماذج المصغرة والحلول منخفضة التكلفة، معتبرا أن هذا التنوع ليس تباينا بقدر ما هو فرصة لتكامل عالمي يقود مستقبل المياه.
وعلى الصعيد المحلي، أكد أن المملكة العربية السعودية استطاعت أن تتقدم عالميا في تأمين مصادر الإمداد ونقل المياه وتحقيق كفاءة الطاقة، مستندة إلى قيادة رشيدة جعلت الإنسان محور التنمية، مضيفا أن صناعة التحلية اليوم تقودها منطقة الخليج، والسعودية على وجه الخصوص، سواء في كفاءة الطاقة أو في إشراك القطاع الخاص ضمن منظومة الإمداد والنقل.

المؤتمر العالمي للمياه.. في نقاط

 

يمثل النسخة الرابعة من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه
تستضيفه مدينة جدة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025
مشاركة واسعة تضم أكثر من 169 متحدثا ونحو 7.3 آلاف مشارك
محاولة جادة لإعادة صياغة التفكير الجماعي حول إدارة المياه
يسعى للانتقال من منطق التحذير إلى منطق الحلول
ينشد تعزيز الابتكار و توحيد الجهود الدولية
يعمل على صناعة قرارات قادرة على حماية الأمن المائي

أرقام في كلمة رئيس الهيئة

ربع سكان العالم يفتقدون المياه طوال العام أو جزءا منه
700 مليون شخص مهددون بالتهجير بسبب شحّ المياه
60% من الناتج العالمي يعتمد على المياه
58 تريليون دولار من الاقتصاد العالمي يرتكز على توفرها
0.5% نصيب المياه من الاستثمار الجريء عالميا
90% من الابتكارات تفشل بسبب غياب التمويل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟