إبداعات فنية.. من الجمال إلى التشويه

بقلم: محمد عوض الله العمري

 

عندما تخطر فكرة ما على بال أحدٍ ما فيجب عليه أن يتريث ولا يستعجل التنفيذ، كي لا تتحول فكرته إلى عكس الهدف الجمالي المراد.

هذا بالضبط ما تجده على سواتر وحواجز بعض المشاريع في المدينة المنورة كالذي في تقاطع طريق الملك عبد الله (الدائري) مع شارع الملك عبد العزيز، حيث تم وضع أعمال فنية لطلاب وطالبات المدينة المنورة مطرزة بأسمائهم.

ولا شك إن الفكرة رائعة ورائدة والهدف جميل أن يتم إبراز الجانب الإبداعي لطلاب وطالبات مدارس المدينة المنورة، وكذلك لكسر جمود السياج الحاجر حول موقع العمل في المشروعات.

لكن للأسف تحول الهدف الجميل النبيل إلى العكس تمامًا، حيث زادت نسبة التشوه البصري مع وجود هذه الإبداعات! طالما تشاهد هذا الكم من اللوحات من خلال المرور بالسيارات فلا تكاد تقرأ إلا كلمة (الطالب) في رأس اللوحة.

كون المشروع يحاط بسواتر وحواجز هذا أمر طبيعي تعوّد عليه الجميع وصار مألوفًا ولم يعد نشازًا ولا يثير جدلاً ولكن المثير للجدل هو تشويه هذه الإبداعات الواعدة بوضعها في مكان لا يمكن رؤيته لمن يسير بسيارته بسرعة 40 كلم/ساعة، علمًا إنها لوحات كثيرة العدد مصفوفة بشكل متقارب على طول الحواجز، إضافة لتعرضها للغبار والأتربة وأشعة الشمس والظروف البيئية اليومية.

ولا بد من التنويه بأن هذه الأعمال الفنية رغم إنها من تنفيذ طلاب وطالبات المدارس إلا إنه لا علاقة لإدارة تعليم المدينة بتنسيقها أو اقتراح وضعها بهذا الشكل بل على العكس تمامًا فأكاد أجزم أن لقسم التربية الفنية تحفظ كبير على طريقة ومكان عرضها.

ومما لا شكفيه إن طباعتها وترتيبها وقبل ذلك فرزها أخذ وقتًا وجهدًا ليس هينًا، لكن ما هكذا يخرج الجمال.
كان الأجدر أن يتم تتويج هذه الأعمال في جداريات وفي أماكن مناسبة كالممشى أو جادة قباء أو أماكن يتجمع فيها الناس فمن يستمتع بهذا الفن هم الناس لا المركبات!

أما المشاريع فيمكن أن يلصق على الحواجز صورًا للمشروع ومدة تنفيذه أو لوحات الكترونية بعبارات توعوية وتحذيرية مناسبة وبشكل حضاري وإبداعي.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟