ليلة هروب طوسون

«تكنيك» عسكري سعودي بين الخندق والجبل

تيزار

هرب القائد الموالي للعثمانيين طوسون باشا من خيف وادي الصفراء هروب الخزي والعار، على متن سفينة مُبحرة إلى ينبع، بعد أن ضيّق عليه الفرسان الخناق، وبعد نزال أثبت فيه الأبطال السعوديون قدرتهم على صناعة «تكنيك» عسكري من الخندق إلى الجبل سبق عصره بسنوات.
ففي خيف وادى الصفراء (المنطقة الواقعة بين ينبع والمدينة المنورة)، وفي عام ألف وثمانمائة واثني عشر، كان اللقاء الدامي بين ثمانية آلاف مقاتل من الأتراك بقيادة طوسون باشا، مقابل عشرة آلاف فارس سعودي بقيادة الأمير عبدالله بن سعود.
لقاء بلا تكافؤ في العتاد، غيّرت البطولة والشهامة موازينه، لينتهي بانتصار السعوديين، وانسحاب طوسون بقواته تلاحقه ويلات الخزي.
دماء سالت على أرض الخيف، وأبطال سعوديون رحلوا على هذا التراب ليسجلوا أسماءهم في تاريخ المدينة، منهم: جابر بن جبارة العياشي أمير ينبع، وهادي بن قرملة القحطاني، ودحيم بن بصيص المطيري، ومقرن بن مشاري بن سعود.. وغيرهم من الفرسان الذين دافعوا عن المدينة ببسالة، فحفظ التاريخ سيرتهم بحب وشرف.
وكانت قوات الأتراك قد انتشت -فرحا- بالاستيلاء على ينبع، وتحركوا بزهو سالكين طريق القوافل، ولم يدروا أنهم على موعد مع الأبطال الفرسان عند أحد خيوف وادي الصفراء.
لقاء مباغت رسم الأمير عبدالله بن سعود خطته، حيث أمر بحفر خندق ليُعبئ الجيش بداخله، كما وزع الجنود بفكر استراتيجي ناجح، حيث جعل فرسان نجد في الخندق بقيادته، وفوق الجبل فرسان الحجاز بقيادة عثمان بن عبدالله المضايقي.
وعندما وصلت قوات طوسون باشا، ونصبت خيامها بالصفراء قرب الجبال، كانت المفاجأة العسكرية، فكلما تحركت قوات طوسون خطوة واجهتهم سهام رجال الخندق، وإذا فروا بعيدا كسرتهم سهام رجال الجبل، لتتحول أرض الخيف إلى مسرح لدماء البطولة، ومقتل خمسة آلاف جندي تركي.
هرب طوسون باشا ومن تبقى معه على متن سفينة مبحرة إلى ينبع مرة أخرى، مخلفا على أرض الخيف ذكرى من ذكريات الهزيمة.
معركة وادي الصفراء كانت شرسة وقوية والأكثر في عدد القتلى، ومع كل هذا كانت عنوانا بارزا لبطولة الفرسان السعوديين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟