
بين الباحث والمشتري يفتح الله
بقلم: محمد عوض الله العمري
الجميع يقدر الدور الإيجابي الذي يقوم به الباحثون والمؤلفون والمحققون في جمع الوثائق التاريخية لتوثيقها ضمن المكتبات، وربط تلك الفترة المتأرجحة بين التاريخ المدون والتاريخ المنقول حسب ذاكرة الرجال ومزاجهم العام والخاص!
تصدى لهذا العمل الجليل رجال مخلصين تفانوا وتعبوا وجابوا الديار ووقفوا على صناديق الرجال المغلقة وثابروا حتى استطاعوا الوصل لبغيته والحصول على ما يرضي ذواتهم.
أخذوها مهلهلة مبعثرة ممزقة وشبه بالية، وبكل حرفية أعادوا لها رونقها وجمالها وترتيبها بعد عمليات ترميم مضنية.
ضمنوها كتبًا أثرت المكتبات العامة والخاصة، ووفرت الجهد والوقت للباحث المتأخر بعدهم، وحفظت لملاك الوثائق حقوقهم في كتب منظمة وفهرسة منظمة.
هذه فوائد عامة أما الفوائد الخاصة فهنيئًا مريئًا للباحثين والمؤلفين.
حينما حصل الباحث على الوثائق التي هي كنوز تاريخية وثقافية لفترات مضت، وحققوا طموحهم بمؤلفات عديدة وأعادوها لأصحابها مرتبة ومنظمة. هل حصل الباحث على تفويض يخوله التصرف في هذه الوثائق بصورة مطلقة؟
ألم يخبر الباحث جميع شركائه في النجاح بأنه سيجمعها بعد الترتيب في كتب خاصة بهذا اللون من المؤلفات؟
هل يحق للباحث أن يوزع صور الوثائق أو يعرضها كسلعة للبيع -لمن يرغب- دون إذن من أصحابها وإن كانت صورًا؟
تساؤلات تبحث عن إجابات مقنعة بين دواوين القانون ودهاليز الأدبيات العلمية