فلسفة التشفير التلفزيوني

باختصار القول: (الفلسفة) هي الرغبة في المعرفة المجردة المستمدة من التأمل والتحليل والاستنتاج.

و (التشفير) هو الإخفاء والحجب لشيء ما من قبل شخص ما لهدف ما.

وبالتالي فإن فلسفة التشفير في النقل التلفزيوني هدفه ربحي بحت، وهدف القائمين عليه مباشرة إلى جيب المستهدف (المشاهد) الذي شغف بحب المشاهدة التلفزيونية.

بالأمس القريب كان الشارع الرياضي ينتظر مباراة المنتخب الوطني في تصفيات كاس العالم والتي ستكون نهائياتها استثنائية كونها ستقام في قطر، للمرة الأولى تقام نهائيات كاس العالم في منطقتنا لذلك فمن الضروري التأهل والمشاركة في أقوى تجمع رياضي مشاهد في العالم، ولكن فلسفة (المشفر الجديد) كانت بالمرصاد فبدأت المباراة ولا يدري الكثير من المواطنين أين سيشاهدون مباراة منتخبهم، وبعضهم لم يشاهدها!

عدد من التساؤلات جالت وطالت ولا من مجيب حتى تاريخه. سوى اعتذار مرتعش مر على استحياء!

وهذا يثبت فشل فلسفة التشفير علمًا بأنها تجربة مكررة من تجارب سابقة وقائمة في الكثير من المنتجات الإعلامية عالميًا.

لماذا يضطر المتابع في كل مناسبة أو موسم رياضي للتبديل بين أجهزة الاستقبال؟ حتى صارت الأجهزة في المنازل وكأنك في محل تجاري!

لماذا لا يتم الإعلان صريحًا عن التشفير بدلاً من القرارات المرتعشة من مزودي الخدمة؟

ثم هل ما سنشاهده في النقل المشفر مختلف؟ أم نفس العرض القديم الباهت والصور المتقطعة والشاشات المائلة والأشخاص المكررين الذين لا يملكون سوى جودة العلاقات التي تخولهم للظهور لترديد كلام يعرفه الصغير فضلاً عن الكبير، دون أي إضافة فنية أو معرفية جديدة أو حتى منقولة من محترفي التحليل العالميين!

في الحقيقة هذا فشل كبير وخاصة إن الجميع يستطيع أن يرى الفرق بين طرق وجودة المحتوى الإعلامي مقارنة بالقنوات المشفرة الأخرى.

ما هكذا تدار الأمور، ولا بهذا الأسلوب البدائي نواكب التطور المتسارع في كافة مناحي حياتنا.

وعليه فلا بد من مراجعة وتحديث الإدارات التي رسمت فلسفة التشفير المهلهلة والغائبة عن المهنية والاحترافية المنشودة.

لم نلمس أي تجديد في القنوات الرياضية الجديدة(ssc) نفس المذيعين ونفس المعدين وكذلك المخرجين والمحللين الذين مللنا أحاديثهم التي  تتلون حسب النتائج ولا تلتزم الحياد والثبات في الطرح، بل نفس تصاميم الأستوديوهات والمؤثرات المصاحبة والمقدمات التقليدية واللغة السامجة والمملة.
الشعارات كانت رنانة وجميلة جدًا لكن عند تطبيقها في الواقع كانت صدمة للمشاهد رغم الفترة الزمنية الكافية لتدشين محطة تلفزيونية رائدة.

فائدة أدبية: (أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟