نقطة (الزوجة الواحدة)

بقلم: م.عبد الحق بشير العقبي

 

تعدد الزوجات في التشريع الإسلامي جاء بنص واضح لا لبس فيه قال تعالى: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم) (3) النساء. وتعدد زوجات الأنبياء عليهم السلام في العهد القديم (التوراة) بين واضح لا لبس فيه أيضاً وأعلاهم سيدنا إبراهيم عليه السلام تزوج “بسارة” و “هاجر” عليهما السلام وكذلك يعقوب عليه السلام تزوج بشقيقتين هما “ليئة” و “راحيل” وجارتيهما “بلهة” و “زلفة” فكان له أربع زوجات. ولم يجد الدكتور القس عبد المسيح إسطفانوس في كتابه الوجيز (المسيحية والزوجة الواحدة) دليلاً واضحاً وحجة دامغة تؤيد ما جاء في كتاب  (شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية) وهو الكتاب الذي أصدره البابا شنودة الثالث لذلك توجه إلى التأويل وتحليل معاني الكلمات ومن ذلك قوله: (لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً) التكوين. وكلمة يلتصق هي الفعل العبري (دبق) ويقابله في العربية بنفس الحروف الفعل (دبق) يعني لصق به ولم يفارقه … انتهى كلامه. الذي استشهد به ليحكم حكماً قطعياً فيقول: (وواضح أن الصورة التي تقدمها لنا هذه الكلمة لا تترك أي مجال لأكثر من زوجة واحدة) ؟!. ثم يجزم القس عبد المسيح بأن تعدد الزوجات كان السبب المباشر لغضب الله على الإنسان وكسبب للطوفان لذلك كان نوح عليه السلام وأبناؤه الثلاثة الذين دخلوا الفلك كان لكل واحد منهم زوجة واحدة؟ ثم يسوق القس عبد المسيح مثالاً لكلمة (النير) وتعني المحراث أو الميزان أو النورج ومن المعروف أن المحراث أو النورج تجره الثيران أو البقر ويشترط أن يكون الاثنان متكافئان. وكذلك الميزان يتكون من كفتين ولا مجال مطلقاً لكفة ثالثة وإلا فلا يكون الميزان ميزانا، انتهى كلامه. وأخيراً تبادل الخواتم في الزواج كما قال القس عبد المسيح صورة تؤكد مبدأ الزوجة الواحدة في الفكر المسيحي حيث قال: (لهذا فإن بعض الكنائس تتلوا بعض الصلوات على الخاتمين (الدبلتين) اللتين تحمل كل منهما اسم صاحبها قبل أن يتبادلهما العروسان بأن يقوم كل واحد منهما بنفسه بوضع خاتمه الذي يحمل اسمه وتاريخ الزفاف في الطرف الآخر). ثم يقول (والخواتم كما نعلم لم تكن أصلا للزينة، ولكنها كانت تحمل اسم صاحبها وتاريخ حفر الخاتم. وكانت تستخدم (لختم) الأوراق أو المستندات. فالهدف منها هو التوثيق والتأكيد وإضفاء السلطة اللازمة).

المشكلة عندي هي خاتمة كتابه بعنوان ملحق: في الحديث عن النير حيث يقول: (النير أي العبء والمشقة التي يحملها المؤمن المتعب، يعتبرها السيد المسيح نيره هو يشارك المؤمنين في حمله وتتضح الصورة في قوله (تعلموا مني).

لقد تعلمت من هذا المثال الواضح جداً الذي ساقه القس عبد المسيح أن النير مثال يمكن تطبيقه على تعدد الزوجات أيضاً وذلك تطبيقاً لما أسند للمسيح عليه السلام بأن لكل مؤمن فرد نير خاص به ينزل معه في هذا النير المسيح عليه السلام وبالتالي لا يوجد ما يمنع أن يكون لكل زوجة نير خاص بها، وهكذا ينتقل الزوج من نير زوجة إلى نير زوجة أخرى استناداً على ما ذكره القس عبد المسيح إسطفانوس في ملحق الحديث عن النير.

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟