الكورونا ليست عارا

بقلم: سامية المغامسي

مجتمعي العزيز لماذا نتعامل مع مصابي الكورونا بهذه القسوه؟!
أبيدهِم كانت إصابتهم بهذا المرض؟،لماذا نتهرب منهم ولا نريد التعامل معهم، وكأنهم أشباحٌ تطاردنا، وفوق هذا كله ننسج حولهم الشائعات بأنهم كانوا يعلمون بإصابتهم بالمرض ولكنهم يخالطون ويذهبون، لماذا نفكر بهم بسوء الظن هذا؟!
ألا يكفيهم الألم النفسي الذي يعانونه بسبب إصابتهم بهذا المرض الذي يحاول كل واحدٍ منا حماية نفسه منه، مع التوكل على الله سبحانه وتعالى ، ألا يكفيهم الألم الجسدي الذي يعانونه من ( صداع، فقدان حاسة الشم ، فقدان حاسة التذوق، ألم المفاصل والعضلات).
ألا يكفيهم العزل الذي سيعيشونه في المنزل بعيدا عن الأهل والأحباب والأصدقاء، ويكونون أحرص ما يكون على عدم نقل العدوى لغيرهم..
لماذا لا نهبُّ حينها لمواساتهم وتصبيرهم والسؤال عنهم والدعاء لهم، أتعلمون أننا بهذه القسوه التي تعاملنا بها معاهم، أصبح المصاب وعائلته يخبئون خبر الإصابه، وكأنهم فعلوا جرماً أو عارا ، كل ذلك خوفا من معاتبة الناس لهم أو نسج الشائعات حولهم بأنهم خالطوا مع علمهم بالإصابه، وأصبح حتى الشخص الذي يعزل نفسه متحسباً إن كان خالط مصاب قبل ذلك ،تناله الشائعه وربما أكبر….كتمانهم على إصابتهم بسبب قسوة المجتمع أدت إلى ضرر المجتمع كله، جلبنا الضُّر لأنفسنا بهذه القسوه وهذا الجهل السلوكي الذي نتصرف به نحوهم للأسف!….
لا أجد لهذه القسوة المجتمعية تفسيرا، أبسبب الحرص الزائد على الحياة والخوف من المرض جعلنا نتعامل مع بعضنا بهذه القسوة، أين يقيننا بالله سبحانه وتعالى وتوكلنا عليه مع الأخذ بالاحترازات الصحيه والوقائيه التي نبهتنا لها وزارة الصحة وأين إيماننا بقوله تعالى ( قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) سورة التوبه آيه ٥١..
ولعل ما يبشرنا بالخير هو نسبة التعافي التي تُعلن عنها وزارة الصحة كل يوم….
أنا لا أقول لكم خالطوهم أو زاوروهم ،لأني مدركه تماما خطر العدوى، ولكن أقول تكاتفوا معاهم معنويا فقط، هم بأمس الحاجة إلى ذلك الآن …ولا تقسوا عليهم …
ليس لهم ذنب في إصابتهم إنه قدرٌ من الله تعالى لهم، ولربما أراد الله لهم الأجر العظيم من هذه الإصابه لأننا نعلم أن المؤمن مُبتلى وأن من أحبه الله ابتلاه، وأن المؤمن يُؤجر حتى على الشوكة التي يُشاكها..
ترفقوا بهم … أرجوكم ..وإن تعافوا بفضلٍ من الله ومنّه، عودوا لهم دون الخوف منهم أو الهروب عنهم، لأن المرض يزول بعد شهر تقريبا من الإصابه، ترفقوا بهم ، ويكفينا لفعل ذلك أن الله سبحانه وتعالى ترفق بهم حين قدّر أن بلازما الدم للمتعافي تُستخدم في علاج الشخص المصاب بعد ذلك، كأن الله من سبع سماوات أراد أن يهّذبنا معهم ويرأف بهم ويُشعرهم بأهميتهم بعد تعافيهم نحو المصاب الجديد…
ترفقوا بهم فلا أحد منّا يضمن إصابته بهذا المرض …إنه قدرٌ من الله تعالى لا دخل لأحدٍ فيه ،وضعْ دائما مقولة ( كما تُدين تُدان) نصب عينيك في تعاملاتك مع الناس في هذه الحياه….
( في ختام مقالي لا أريد منكم أن تظنوا بأني أتكلم عن هذه القسوه من نسج خيالي ، ولكنها مكالمه من صديقةٍ عزيزةٍ علي، أخبرتني بمعاناتها مع الكورونا ومن القسوة التي واجهتها وأهلها من المجتمع، أقفلتُ الخط منها وجدتني أكتب)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟