قلق العودة..

غدًا سيعود طلاب التعليم العام المتوسط والثانوي والتعليم الجامعي لمقاعد الدراسة بعد غياب دام ما يقارب العام الدراسي والنصف وتحديدًا فقد تقرر تعليق الدراسة مؤقتاً في جميع مناطق ومحافظات المملكة  يوم الاثنين 14/7/1441هـ ، وتم استكمال العام الدراسي في ذلك العام وفق توجيهات خاصة مراعاة لظروف المرحلة.

وفي العام التالي تم إقرار الدراسة عن بعد عبر وسائل متقدمة جدًا أشاد بها أهل الاختصاص من الهيئات والمنظمات العالمية ذات العلاقة، فضلاً عن ملامستنا لها كواقع نجاح بكل فخر واعتزاز.

والآن ومع استئناف العودة الحضورية للدراسة فإن التهيئة ستكون بصورة مركزة ومكثفة من الناحية النفسية والصحية والاجتماعية، وهذا يتطلب جهود مضاعفة من قبل الجهات التعليمية من المدارس والإدارات التعليمية والجامعات والمعاهد والكليات وكذلك الأسر وأولياء الأمور.

ربما يكون الوضع مختلفًا لطلاب الجامعات والكليات فهم على قدر من الإدراك والمعرفة مقارنة بحال طلاب التعليم العام.

فبعد هذه الفترة من الانقطاع عن الحضور سيكون الحضور مختلفًا نظرًا لظروف الحال، فكأن الطلاب والطالبات في حالة المستجدين، ناهيك عن القلق الذي شئنا أم أبينا سيظل مخيمًا لفترة ربما لا تكون قصيرة تبعًا لتطورات الوضع الصحي العام.

فالمسؤولية ستكون مضاعفة على المعلم وإدارة المدرسة ومكاتب وإدارات التعليم وأولياء الأمور لاحتواء الطلاب ومتابعة الوضع الصحي والسلوك الاجتماعي والنفسي إضافة للمهمة الرئيسة وهي العملية التعليمية.

الجميع يراهن على المعلم فهو أس العملية التعليمة وهو العنصر المباشر والممارس الفعلي في التعليم من خلال التواجد الميداني ومعايشة الواقع بشكل مباشر وتفاعل متواصل. وكذلك على الآباء وأولياء الأمور أيضًا من خلال تحمل المسؤولية ومتابعة الحالة الصحية لأبنائهم وعدم التهاون في إخطار المدرسة بحالة الأبناء إن حدث ما يستدعي لمعالجة الحالة مبكرًا، فالبدائل متوفرة ومتاحة من أجل تعليم آمن.

ومن أجل تعليم آمن كذلك فعلى الطلاب وأولياء الأمور التواصل المستمر مع المدارس والوقوف على التوجيهات المنظمة التي تصدر من الجهات المختصة ليكون الجميع يدًا بيد من أجل تحيق هذه الغاية.

(نعود بحذر) عبارة يجب أن تكون عنوان المرحلة، من خلال الالتزام بوسائل السلامة الصحية المتبعة، فالتهاون قد يعيدنا إلى مراحل سابقة.

العذر مقدم للقلق وللقلقين، ولكن ليكن الجميع على ثقة بأن التعاون في مواجهة التحديات نتيجته الحتمية النجاح بإذن الله تعالى. فـ (التعاون لا التهاون)! و(عودَا حميدًا)

(إن التعاون قوةٌ علوية     تبني الرجال وتبدع الأشياء)

أحمد شوقي*

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟