
عامرة .التطوّع من الفزعة للصناعة
ساره الشريف -حديث المدينة
فكرة صنعها ثلاثة شباب. لم يتحركوا دعما لمبادرة بل صنعوا هم المبادرة. لم ينتظروا ربحا لقاء العمل بل أنفقوا على العمل واشتروا بصنيعهم فرحة طفل ودعوة أمّ.
من هم؟ وماذا فعلوا وماهي حكايتهم؟ ومتى كانت البداية وكيف حولّت هذه الأيادي البيضاء التطوّع من فزعة الأقوياء إلى صناعة العارفين. وكيف انتقلوا به من مبادرة تحتاج قوة اليدّ والساعد إلى أخرى تتحرك بتخطيط العقل.
البداية
منذ 60 يوم بدأت ” عامرة ” على يد 3 شباب جمعهم التخصص الواحد في الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي. تكاتفوا من أجل صناعــة حياة جديدة للأسر المتعففة بالمدينة حيث قاموا بترميم وإصلاح المنازل والانتقال بالبيوت ذات الحوائط البائسة في هيئتها إلى أخرى جالبة للسعادة والأفراح. ولأن الفكرة جديدة والهدف نبيل ارتفعت أرقام المشاركين في “عامرة “حتى تخطت سقف الثلاثين شابا وفتاة.
من هم؟
لم يتحرك شباب” عامرة ” مدفوعين بقوة اليد والساعد بل حركهم العقل لصناعة فريق تطوعي عالي المهنيّة والاحترافية. اتفقوا على تقديم شكل جديد وغير مسبوق للتطوع يحكمه إطار مؤسسي بهيكل تنظيمي يجمع أقساما علمية في القانون والمالية وأخرى معنيّة بدراسة الحالات وتقييمها.
كيف التقوا؟
لم يكن التخصص الواحد هو القاسم المشترك الذي جمع فريق “عامرة” بل جمعتهم الإنسانية والحبّ والرغبة الصادقة في تقديم خدمة مجتمعة لشريحة هزمها الفقر وأعيتها الحيلة وحال ضيق ذات اليد بينها وبين إصلاح منازلها المتهالكة – قلبا وجدرانا. اتفقوا على محاربة عبوس المنازل بصناعة أفراح من نوع جديد. لم يرتضوا أن يحبس المال حلمهم الجميل فجمعوا المال من بعضهم البعض وبدأوا رحلة ” عامرة ” العامرة حقا هدفا وحصادا.
ماذا ينتظرون؟
قاطرة حلم ” عامرة ” تحتاج وقود الدعم كي تُكمل مشوارها وتواصل رحلتها في ترميم وإصلاح بيوت الأسر المتعففة. تحتاج الدعم من الجهات – حكومية وخاصة –كي تؤدي دورها في تقديم خدمة نموذجية للمجتمع المديني.