عيد المدينة المنورة .. متحف حي للبهجة والسرور

بقلم: حسان طاهر

 

للعيد فرحة عظيمة يتمتع بها جميع المسلمين حول أرجاء العالم، وتتجلى فيه معاني السرور والعطاء، والبذل والاخاء، لتظهر لنا سماحة الاسلام وعظمته في اثراء المجتمعات الإنسانية جمعاء. فكيف تكون فرحتنا ونحن نحتفل به من جوار مسجد الحبيب ﷺ .. مستشعرين التشريع الرباني الذي أمرنا به سيد المرسلين لاظهار مشاعر الفرح في هذا اليوم الجميل.

لا شك أن معايشة أجواء العيد في المدينة المنورة شعورلا يضاهيه شعور، فهي تغمرك بالروحانيات العالية، والطمأنينة النفسية والمشاعر الجياشة، فكل بقعة من بقاعها الطاهرة تضيء بنورها الايماني وتنعم بسكينتها المباركة.

واذا ما نظرنا إلى مظاهر العيد في المدينة المنورة فسنجدها متحفاً مفتوحاً ننهل منه ثقافة العادات والتقاليد المتوارثة عبرأجيالها المتعاقبة، هذه الأجيال التي جعلت للمدينة طابعا تاريخياً وحضارياً فريداً يحمل في أعماقه فلسفة تنبثق من رؤية إسلامية تنبض بالحياة والجمال.

فنجد أهل المدينة ما زالوا يحرصون على بدء عيدهم بأداء صلاة المشهد في المسجد النبوي الشريف، والسلام على سيد الاولين والاخرين، والمحافظة على مظاهر التواصل والتراحم بين أروقة المسجد والمصلين، ومن ثم التوجه إلى البقيع لمعايدة أحبائهم من المتوفين، بزيارتهم والسلام عليهم والدعاء لهم ولجميع أموات المسلمين.

وترى المدينة المنورة مضيئة دائمًا في عيدها السعيد بجمعة الأحباب والأهل والأصدقاء، وتقوية صلة الرحم لذوي القربى والمعارف والأعزاء، تحقيقاً للوصية التي أوصتنا بها السنة الغراء.

فيما تنتشر الموائد العامرة من إرث مطبخها المتميز لضيافة المهنئين، فنجد التعتيمة قد أخذت مكانها في الصوالين، والدبيازة جاهزة لتحلية الزائرين. والسَلات يعبق برائحته الشهية على سُفر المرحبين. وخبز الفتوت يا تلحقه يا تقول عنه من العايدين.

أما الفلكلور التراثي والفن الشعبي فتجده لا زال هو سيد الترفيه في ايام العيد، فلعبة المزمار الشعبي والخبيتي والسمسمية وغيرها من الفنون تراها تنشر البهجة بين أحياء المدينة وازقتها العامرة بالايام السعيدة الزاهية.

أخيراً .. استمرار مثل هذه العادات الجميلة المتوارثة هي بمثابة متحف حي زاخر بكنوزه الثقافية الأصيلة .. يتميز أهالي المدينة المنورة في احياءه كل عيد لتعم البهجة في اليوم السعيد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟