هيبة المعلم .. أين اختفت ولماذا؟

هيبة المعلم .. أين اختفت ولماذا؟

يواجه المعلم في وقتنا الراهن العديد من العقبات، لعل أبرزها ضياع هيبته، وهو ما تسبب في عدم أخذه وأخذ دوره بجدية كافية، سواء من قبل الكثير من الطلاب، أو حتى من قبل بعض أولياء الأمور، بالإضافة إلى غياب الدعم له، والذي هو حق من حقوقه، من جهة المعنيين بشؤونه، وبتمكينه من أداء واجباته بكفاءة وجودة عالية.

فقد وصل الحال ببعض المعلمين إلى حد الخوف على سلامتهم الشخصية؛ نتيجة تعرض الكثير منهم إما للإساءة اللفظية أو الجسدية من قبل الطلاب، وهذا مؤشر في غاية الخطورة سينعكس سلبا على قيام المعلمين بما هو مطلوب منهم على الوجه الذي نرجوه جميعا.

ومن مثالب استمرار الوضع على الحال الذي نراه اليوم أن من شأنه تخريج طلاب ضعيفي التحصيل والقدرة على التميز، وكذلك خلق نظرة سلبية عندهم تجاه كل من يتولى أمرهم، بمن فيهم أولياء أمورهم.

وهذا الطرح لا يعني -بأي حال من الأحوال- أنه يُطالب بعودة العقاب البدني، إطلاقا، وإنما يعني وجوب إيجاد حلول يتخذها صانع القرار التعليمي، بحكم أنه المسؤول الأول عن ذلك، حتى تجتث هذه المسألة من جذورها.
كما يجب عليه بذل جهد أكبر في توعية أولياء الأمور بضرورة زرع هيبة المعلم في أبنائهم، وحثهم على احترامه وتوقيره، بدلا من وقوفهم ضده وتحجيمهم لمكانته.

ختاما، إن الطلاب هم عماد الحاضر والمستقبل، ما يجعل العناية بهم وبجودة تعليمهم أمرا بالغ الأهمية، حتى نتمكن من تمكينهم من القيام بالأدوار المطلوبة منهم مستقبلا.
ومن عوامل تحقيق هذا التمكين العناية بمن وظيفته الأولى تأهيلهم لها، وهو المعلم، حتى يتمكن المجتمع من الاطمئنان على جودة تعليم طلابه وجودة مخرجاتهم المهنية بعد التخرج.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟