فيزلار . من هنغاريا لمعرض جدة للكتاب

 أمنية  زاهد – حديث المدينة

قصة بدأت من وحي الطفولة حتى رسمت هدف المستقبل، مصادفة كانت سبباً في تغيير مسار حياة، هكذا كانت نقطة التحول في حياة (آدم فيزلار) ذو الاثنين وعشرين عاماً عند سن الخامسة عشر، ففي خضم التقلبات أتت فرصة النجاة على هيئة كتاب أصبح غاية للمستقبل، فمن هنغاريا ثم المملكة المتحدة إلى جدة، وتحديداً معرض الكتاب، جاء بهدف مشاركة الإلهام.

مشارف القصة مع آدم: “كنت في الخامسة عشر من عمري، عندها كان لدي الكثير من الأسئلة حول كل شيء لا سيما وأنني كنت أعتمد بشكل كبير على التعلم الذاتي، مؤرقة هي الأسئلة عنما تتعلق حول سلوكياتنا وعمل عقولنا، لماذا نقوم بهذا التصرف في حين أننا نقر بسذاجته ونعلم ذلك كما يعلم الآخرون؛ ذاك كم كبير على فتى في الخامسة عشر من عمره ، آن ذاك كانت والدة آدم تصحبه إلى مقر عملها بعض الأحيان والذي كان في دار نشر، وعندها كانت اللحظة، لحظة دخول الكتاب إلى القصة.

في بداية الأمر راع آدم منظر الكتاب الضخم وكم المصطلحات المعقدة، لكن لم يتسبب له ذلك بالنفور فقد مضى شهراً -أو أكثر- في القراءة، حكى آدم: “إستغرقني الأمر وقتاً طويلاً لكن بعد أن بدأت بالفهم تغيرت موازين الحياة لدي، كان من الصعب التعامل من اتجاهات العقل عندما يسيطر عليها عوامل خارجية، بالنسبة لي كان الأمر كحمل كان على عاتقي وفجأة سقط؛ تلك الراحة كانت تستحق الوقت المنقضي في القراءة”، لم تكن فقط العوامل الخارجية هي المؤثر الوحيد، فما يحتفظ به العقل الباطن، رويداً رويداً يتحول الأمر لأوامر يترجمها لنا العقل وتصبح تصرفاتنا مبنية عليها دون إدراك تام لها، وفي أغلب الأحيان لا نتذكر الكثير من أوقاتٍ مضت، في هذا السياق كانت لآدم قصة، فتابع: “إن عقلنا يقوم بتخزين كل دقيقة وثانية في حياتنا، لكن ماذا عن عدم الوعي؟ حتى في تلك الحالة فإن عقلنا يقوم بتخزين الأحداث لكل دقيقة، وهذا تحديداً ما قد فاجئني، فقد مررت بالأمر في فترة ما، ارتجاج صاحبه فترة من فقدان الوعي، الا أن العقل تابع تسجيل الأحداث دقيقة تلو الأخرى”.

لم يكن في الحسبان أن يقوم آدم بالعمل كمسوق، لكن ما لمسه من آثار للداينتكس -موضوع الكتاب- كان كفيل لجعله يفكر في طريقة لإيصال الكتاب إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، فوضح آدم: “كانت لدي رغبة كبيرة في أن أقدم للناس هذا الكتاب، ألهمني ووددت أن ألهم الآخرين، فكرة المشاركة لا تقتصر على الماديات فحسب؛ بل حتى في الإلهام، عندما أرى مدى الأثر على الأشخاص تجتاحني سعادة لا مثيل لها، حتى أن بعضاً من الأشخاص بدأوا بالقيام بالأمر ذاته فباتوا يقدمون الكتاب للآخرين من محيطهم بطريقة أو بأخرى”.

تنقل آدم بين معارض الكتب في أماكن مختلفة، إرتحل ليقدم الإلهام للناس، وأقام ورش عمل لشرح ما يدور، فوصف ذلك قائلاً: “أرى أن النفس البشرية تفوق في أهميتها أي شيء آخر، أشارك في المعارض، الورش، وأحياناً في صفوف في المعاهد، أتنقل هنا وهناك فما يهمني هو أن أقدم الكتاب للناس، لمست الأثر في نفسي والآن حان دور الآخرين، الناس يشعرون بالندم كثيراً ويرون الأخطاء أكثر من جوانب الصواب، العرفة كفيلة بحل الأمر، أومن بهذا “.

ترحاله تضمن العديد من الأشياء التي يقدمها للناس ومن ضمنها تلك النصائح التي ترافق المستمعين حتى وإن لم يقوموا باقتنائه، نصائح في كلمات: “لا تتكلم بأوامر وأحكام لمن تعرض للأذى، ستزيد الأمر سوءً فما قلته سيظهر في وقت لاحق كأوامر مؤذية يقدها العقل للشخص، أما الثانية فتعامل مع مصادر سرورك بأهمية بالغة، فأنت تعبر عن نفسك بما تقوم به!”.

وختم حديثه: “عندما نعرف أكثر عن ذواتنا، سنعرف كيف نتعامل مع الآخرين بالشكل المطلوب، وفي النهاية أنا أقوم بما يجعلني أشعر بالسعادة، لا المشقة مهمة ولا طول المسير”.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟