مقبرة أحد .. حكايات عن أسد الله

لم يطق الرسول رؤية ملامح قاتله

حديث المدينة – خاص

إطلالة واحدة من بين الأسوار على مقبرة أحد التي تحتضن رفات سبعين شهيدا تعيد لذاكرتك أجمل الحكايات عن رجال صنعوا مجدا وتاريخا بل تحفزك للسؤال عن حكاياتهم كيف خاضوا أشهر الغزوات وكيف ودّعوا ساحة المعركة ومع كثرة الأسماء التي تتقاطر على الذاكرة يبقى أسد الله حمزة بن عبد المطلب الأكثر شهرة .. حديث المدينة تعيد حكاية ( أسد الله ) صانع تاريخ البطولة ساكن مقبرة أحد

ولد عم الرسول حمزة بن عبد المطلب قبل ولادة الرسول بسنتين وتمت رضاعتهما معا من قبل جارية أبي لهب ثويبة  فكانا بذلك إخوة وأقرب صديقين، حتى أنه أسلم بعد أن عرف بأن أبي جهل قد سبّ الرسول، فذهب إليه وسط صحبه وشج رأسه، متحديا إياه بأن يقرب ابن أخيه وهو على دينه، فما استطاع أحد أن يرد تحديه من شدة بأسه وقوته، وبإسلامه ردّ الرسول وصحابته بعض أذى المشركين في مكة.

قوة حمزة وشدته التي كان يقاتل بها بين يدي الرسول في أحد بسيفين وهو يفتك بالمشركين ويردد قائلا “أنا أسد الله” لم تمنع العبد وحشي الحبشي الذي طمع بالحرية عندما وعده بها سيده جبير بن مطعم إذا ما قتل حمزة انتقاما لعمه الذي قتل في بدر، فرماه بحربته أثناء المعركة من بعد، وأصاب أسفل بطنه حتى خرجت من بين رجليه، وسقط بعدها شهيدا كما ذكر ذلك وحشي بعد إسلامه للرسول، حينما أمره بأن يذكر قصة قتله لحمزة، وعلى إثرها أمره الرسول بأن يغيب وجهه عنه ففعل ذلك حتى قبض عليه السلام.

لكن حكاية موت حمزة لا تقف عند ذلك، إذ أن نسوة من قريش قمن بالتمثيل في جثته، فبقرن بطنه وقطعن أذنيه وأنفه انتقاما لقتلاهن، وكانت منهن هند بنت عتبة التي قتل أبوها وأخوها في بدر، والتي انتزعت كبده  ووضعته  في فمها ولم تستسغه فلفظته سريعا، ومن شدة ما فعلن به من تشويه كان الرسول قد آلمه منظره كثيرا، وحين رؤيته قال “لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع”، وحين أمر بدفن الشهداء في المقبرة كان يأمر بإحضار سبعة سبعة، يصلى عليهم بسبعة تكبيرات، ثم دفنوا دون غسلهم وبدمائهم وعلى هيئتهم التي قتلوا عليها، حتى انتهى بحمزة وقال عنه “سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب”.

حمزة  مات عام 624 م وعمره يقارب 58 سنة، دفن في بطن جبل أحد، وبجواره قبر ابن أخته عبد الله بن جحش، وكذلك حنظلة بن أبي عامر الذي كان من بين الشهداء وكان جنبا حينما استشهد في ساحة المعركة لأنه خرج للجهاد في أول ليلة لعرسه، فدفن دون غسله، وغسلته الملائكة، وهذه المقبرة التي ضمت 70 من الصحابة كان لها معزة في قلب رسول الله، وكما ورد عنه أنه كان يتعهدهم بالزيارة بين حين وآخر، وهو ما سارت عليه أمته من بعده، حيث يزورها المسلمون من كل فج للسلام على شهداء أحد.

حمزة بن عبد المطلب في سطور

  • ولد قبل ولادة الرسول بسنتين
  • تمت رضاعتهما معا من قبل جارية أبي لهب ثويبة
  • أسلم بعد أن عرف بأن أبي جهل قد سبّ الرسول،
  • بإسلام حمزة  ردّ الرسول وصحابته بعض أذى المشركين
  • قتله وحشي الحبشي بعد أن وعده بها سيده جبير بن مطعم  بالحرية
  • لم يطق الرسول رؤية ملامح وحشي حتى  بعد إسلامه
  • نسوة من قريش قمن بالتمثيل  بجثة حمزة انتقاما لقتلاهن
  • هند بنت عتبة التي قتل أبوها وأخوها في بدر، انتزعت كبده  ووضعته  في فمها
  •  مات عام 624 م وعمره يقارب 58 سنة
  • دفن في بطن جبل أحد، وبجواره قبر عبد الله بن جحش وحنظلة بن أبي عامر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟