لن تصبح ما يعتقده الآخرون!

على مرّ الأيام تطالعنا بعض المواقف التي نقف أمامها باتجاهات ثلاثة، الاتجاه الأول هو القبول والمباركة وربما المبالغة في المديح والإطراء، لدرجة الشك من قبل الآخرين في دوافع أصحاب هذا الاتجاه!

وأصحاب هذا الاتجاه إنما فعلوا ما فعلوه نتيجة رضاهم التام وترضيتهم، إما لكونهم جديرون بالترضية، أو اتقاءً لردة فعلهم العكسية تجاه مدبري الموقف، وإما لعلاقات أخرى، والله أعلم بالنوايا!

والاتجاه الثاني هو الرفض والتشكيك وفق معطيات منطقية من وجهة نظرهم، إما انتقاصًا من قيمة الموقف، أو اتهامًا بقصور مدبريه، أو اعتراضًا على بعض المفاهيم، وإما لكونهم لم يحصلوا على ترضية تليق بمقامهم حسب وجهة نظرهم!

أما الاتجاه الثالث فهو (المتفرج) الذي ينظر من بعيد بنظرة شمولية، فيها من النقد المنصف بلا ميل لأي من الاتجاهين السابقين أو لمدبري الموقف.

وهذا الحال مع الكثير من المواقف الموجهة لفئة معينة، وفيها تفاعل مباشر معهم.

أما المدبرون للموقف فبالتأكيد لهم دوافعهم في استحداثه، سواء أكانت الدوافع شخصية نفعية، أو قِيَمية مجتمعية، يعتقدون أنهم من خلال هذا الموقف يصلون للهدف المنشود باذلين جهدهم أن يستميلوا أكبر عدد ممكن من الفئة المقصودة بهدف الموقف.

قبيل أيام أقامت هيئة الصحفيين السعوديين فرع المدينة حفل تكريم رواد الصحافة والإعلام بفرع منطقة المدينة المنورة، تحت شعار (سيرة عطرة لعطاء زاخر).

وهذا هو الموقف المتكامل الأركان (مدبر + موقف + فئة مقصودة + هدف منشود)، سأقف مع أصحاب الاتجاهين الأولين، من قَبِل وبارك ومدح وبالغ في الإطراء، ومن رفض واستنقص واستهجن وشكك.!

ووقوفي بسيط جدًا، وهو عبارة عن سؤال لأصحاب الاتجاهين، وهو: (ماذا لو تبدلت الأدوار؟)!

أرجو من ممثلي كلا الاتجاهين أن يجيبوا على هذا السؤال أمام أنفسهم بكل تجرد وانصاف.

مع التحفظ على لفظة (رواد) ومدى مطابقتها لمقتضى الحال!

هناك من آثر الصمت رغم إنه يستحق الإطراء -وهو من الصحفيين الحقيقيين- فلم يتلق دعوة! فلعله يحظى باعتذار!

قفلة: (في النهاية، من المستحيل أن تصبح ما يعتقده الآخرون) * يوليوس قيصر

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟