
“جماعة” بهوية تجارية
بقلم: محمد عوض الله العمري
مما يُثلج الصدر أن ترى في المدينة المنورة حراكًا فنيًا ثقافيًا يحاكي ما يمكن رؤيته في أي مكان آخر في العالم، هذا الحراك المتمثل في المعارض الفنية التي تحتضن إبداعات الفنانين، ولأن فكرة المعارض تنم عن مستوى وعي ثقافي رائد على جميع المستويات لنشر الإبداع وثقافة المعرفة والمعارض والملتقيات، فحتما ستكون النتائج إيجابية من خلال انعكاسه على فكر المجتمع، وهذا ما يحدث تحديداً في معرض (جماعة فناني المدينة المنورة التشكيليين) في جولته الثامنة والعشرين، خلال هذه الفترة (11-21 مارس الجاري) والمُقام في مركز المدينة للفنون، والتي بدأت الجولة الأولى لهم عام 1401 هـ، وكل جولة تمر بعدد من المحطات التي ينتقل فيها المعرض بين مناطق المملكة أو لدول أخرى.
ثمانية وعشرون جولة وأربعة وثمانون محطة حتى الآن رقم كبير يؤكد الجهد المبذول من الأعضاء والنجاحات المتتالية لهم، والتي يقف على رأس الهرم فيها الدكتور فؤاد مغربل وتضم عدد من الفنانين والفنانات التشكيليين في المدينة المنورة، حيث تُبرز كل جولة مسيرة أحد نجومها المتميزين بمعرض منفرد، وقد حظي في هذه الجولة 28 الفنان التشكيلي والخزاف عمار علي سعيد من خلال معرض “دفرة” روح وجماليات الخزف المعاصر، والذي استقطب عددًا كبيرًا من الزوار والمهتمين الذين رأيت في عيونهم إعجابهم الكبير بالمعرض وتفاعلهم مع الفنانين بالحوار والأسئلة والملاحظات وحسن الاستقبال والتعامل من قبل القائمين عليه.
ومن خلال زيارتي التي شرفت فيها بلقاء عدد من الفنانين التشكيليين واستمعت لحديث الإبداع وهموم المبدعين استوقفتني كلمة من الدكتور مغربل والتي أرجو أن يكتبها ويعلقها كل مبدع في مكتبه أو مرسمه لأنها رسالة عظيمة قيمة “عليك أن تستمتع وأنت تمارس هوايتك والنتائج ستأتي لاحقًا”.
وإن جاز لي التعبير فإن (جماعة فناني المدينة المنورة التشكيليين) مؤهلة لأن تكون علامة تجارية تُمثل أحد أعمده مرتكزات الثقافة بالمنطقة لما لدورها النشط والفعّال.
.