حجر وحظر .. الأمر ليس بهذا السوء

أمنية زاهد

وسط سوداوية الصورة وعناوين”المانشتات” التي لاتخلو من تحديث أعداد وفيات و مصابين، فتح الحجر المنزلي أبوابه ليمثل – إن جاز الوصف –  البوابة الملكية لإستعادة المواهب التي دفناها بفعل الأهمال والانشغال تارة وبفعل التأجيل والركض وراء عجلة الحياة تارة أخرى.

فرصة ذهبية – ماكنا لنطالها فى أيام العمل – منحنا إياها الحجر المنزلي حيث ظهرت أرقى المواهب السعودية على مواقع التواصل بدءا من مبدعي الشعر  وعشاق الغناء وأصدقاء الوتر من عازفي الموسيقي ليس هذا فقط بل تسابقت الأفكار التى تتجاوز أصحابها لتركض بالمجتمع كله على مضمار التطوير والارتقاء .

علا الوعي بقيمة الفراغ وأهمية ملْ أوقاته وتحرّك الشباب والشبابات ليقدموا لنا نماذج إبداعية عبر منصات التواصل الاجتماعي أكدت استثمارهم الايجابي للحجر حتى تحول  – حسبما رأيت – إلى حجر طوعي لا حجر فرضته كورونا وأيامها

واجه الكل  الأمر بروح مفعمة بالحياة فقاموا بتقديم يومياتهم في الحجر المنزلي ومشاركة خططهم التي أعدوها لإمضاء الأيام  لكن يبقى السؤال الأهم: ماذا نتج من وراء تلك الخطط؟

انطلق هاشتاق “فعاليات الحجر المنزلي” مستعرضاً مواهب خرجت من تحت أنقاض زحمة الأيام والعجلة التي اختفت بعد الحجر فبدأت تظهر على الساحة مواهب شابة من الرسم والطهي والغناء أو العزف، فيما بدأ آخرون بطرح إقتراحات لدورات مقدمة عبر الإنترنت تهدف إلى تطوير المهارات، وبالطبع كان الجزء الأروع هو استعراض تلك المواهب التي أستفزها الحجر المنزلي، فضجت منصات التواصل باستعراضها والتفاعل معها، هذا وأضافت فترة الحجر عادات صحية إلى الناس فباشر البعض بممارسة الرياضة ووجدوا وقتاً لها، ليس هذا وحسب؛ بل وأصبحت الروابط العائلية أكثر قوة من ذي قبل بالجلوس سوياً واسترجاع أيامٍ مضت.

لعل كل ما تحتاجه تلك المواهب المدفونة وتلك الإمكانيات المختبئة خلف جدران التسويف والتأجيل والتعذر بأعذار كزحمة الأيام وسرعتها وعدم وجود وقت الفراغ، هو إلتفاتة بسيطة، وحجر.

اظهر المزيد

‫2 تعليقات

  1. رائع تصوير بالكلمات لوضعنا الحالي ونحن نلتزم بالحضر ونجحت معدة التقرير امنية بتجسيد أبعاد حياة الأسر في البيوت والتي نتمنى انتهائها قريبا شكرا لكم

زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟