
«خير المدينة» رسمت العمل الخيري بمسار واحد
التخطيط والتشاركية ووضوح الهدف أبرز الأسباب
قوافل التطوع أبدعت ميدانيا وصنعت الأثر المستدام
استعادة الصورة الذهنية أهم مسؤولية حملتها القطاعات
الأهالي عززوا لإرث الحفاوة وتسابقوا للفوز برضا الزوار
تيزار
قدمت المدينة المنورة في موسم حج 44 نموذج عمل عالي الاحترافية، تشاركت في التخطيط لنجاحه قطاعات حكومية وأهلية وغير ربحية، وأبدعت في تنفيذه -ميدانيا- قوافل من شباب المدينة وفتياتها ممن قدموا أروع مشاهد العمل الطوعي، وصدروا للعالم صورة ذهنية واضحة الملامح والتقاسيم عن المدينة المنورة وأهلها -عملا وحراكا وطباعا.
ويتصدر التخطيط المدروس قائمة الأسباب الموصلة للنجاح، حيث نجحت «خير المدينة» في رسم ملامح العمل بشكل علمي وخطط استراتيجية؛ بهدف تقديم عمل تشاركي وتكاملي يتناغم مع طموحات أهلها وزوارها.
قدمت «خير المدينة» نموذجا مميزا للعمل التكاملي، الذي يساهم بتقديم مبادرات نوعية تخطت سقف المائة مبادرة صنعت -في مجموعها- أثرا لا ينسى في ذاكرة الحجاج، ومع التخطيط المدروس، نجح التكامل والتشاركية بين كافة القطاعات -على اختلاف أسمائها- ممن تسابقت وتنافست فيما بينها لصناعة الأثر المستدام، وتقديم الصورة المشرفة عن ضيافة المدينة وحفاوة أهلها بضيوف الرحمن.
لم يكن التخطيط والعمل التشاركي فقط هما الضمانة الوحيدة لاعتدال كفتي ميزان العمل في موسم 44، بل جاء شغف القوافل التطوعية لمواصلة العمل على مدار الساعة، والتحرك في مسارات تمت دراستها بعلمية وفقا لمعايير الكثافة وتواجد الزوار، سواء في المسجد النبوي أو المساجد التاريخية أو المزارات أو غيرها من المواقع.
كان التخطيط سليما، والهدف واضحا، والرغبة متسقة، كما كان الشغف مشتعلا؛ لذا كان النجاح حصادا طبيعيا لرحلة العمل الجماعي التي بدأت بالأمس، وما زالت تواصل أثرها الميداني في موسم الحج الثاني.
استشعرت كافة القطاعات العاملة في موسم حج 44 عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه المدينة المنورة أولا، وزوارها ثانيا؛ لذا وضع كل فرد المدينة المنورة أمام عينه، وهو يحمل بيده تمرة ضيافة، أو وردة حفاوة، أو يرشد تائها، أو يقود مسنا إلى طريق، استشعر شباب المدينة أن العمل في حج 44 أمانة، وليس وظيفة موسمية تبدأ لتنتهي بعد أيام؛ لذا قدموا صنيعا راقيا في المطار وقطار الحرمين ومنافذ البر وأمام المساجد والمزارات، ووزعوا مهامهم بشكل جغرافي ليكونوا أمام أعين الحجاج في كل مكان.
اكتملت منظومة الإبداع في المدينة المنورة بتعاون أهل المدينة المنورة أنفسهم، ممن فتحوا القلوب والبيوت معا ترحابا وحفاوة بضيف الرحمن، ليعززوا بصنيعهم إرث الحفاوة المتجذر في تربة المدينة منذ القدم، ويشاركوا القطاعات سباق الوصول لهدف رضا الحجاج والزائرين.
نجحت المدينة في موسم حج 44؛ لأن إنسانها لم يرضَ لها إلا الصدارة والموقع الذي يليق بماضيها وحاضرها، ومع النجاح الذي تحقق في الموسم الأول كان الكل على موعد مع نسخة أخرى مماثلة، ليعيدوا دورة النجاح من جديد.
كيف نجح موسم 44 في المدينة؟
• التخطيط المدروس
• التكامل والتشاركية
• إعلاء المسؤولية
• وضوح الهدف
• قوافل التطوع
• أهالي المدينة