الحياة العلمية

 تيزار

كان أئمة الدرعية مهتمين بدعم العلم والتعليم، وكانوا لا ينقطعون عن مجالس العلم في حلهم، وكانت هذه المجالس تبدأ من وقت طلوع الشمس، حيث يجلس الناس من أهل الدرعية وغيرهم للدرس في (الباطن) بالموضع المعروف بالموسم، وهو مكان السوق في بطن وادي حنيفة، فإن كان في الصيف فعند الدكاكين الشرقية، وإن كان في الشتاء فعند الدكاكين الغربية، ويجتمع جمع عظيم، بحيث لا يتخلف إلا النادر من أهل الأعمال.
فإذا فرغ الدرس، نهض الإمام ودخل القصر وجلس في مجلس من مجالسه القريبة للناس، ورفعوا إليه حوائجهم، حتى يتعالى النهار ويصير وقت القيلولة، فيدخل بعد ذلك بيته.
فإذا صلى الناس الظهر، أقبلوا إلى الدرس عنده في قصره، في موضع بين الباب الخارج والباب الداخل، على نحو من خمسين سارية، جعل مجالسه ثلاثة طوابق، كل مجلس فوق الآخر، فمن أراد الجلوس في الأعلى أو الأوسط أو الذي تحته أو فوق الأرض اتسع له ذلك، ثم يأتي إخوته وأبناؤه وعمه وبنو خواصه على عادتهم للدرس ويجلسون بمجالسهم، والعالم الذي يجلس للتدريس في هذا الموضع المذكور والوقت المذكور هو إمام مسجد الطريف عبدالله بن حماد، وبعض الأحيان القاضي عبدالرحمن بن خميس إمام مسجد القصر، ويقرأ الاثنان في تفسير ابن كثير ورياض الصالحين.
فإذا كان بعد صلاة المغرب، اجتمع الناس للدرس عنده داخل القصر في سطح مسجد الظهر المذكور، وجاء إخوانه وبنوهم وعمه وبنوه وخواصه على عادتهم، ولا يتخلف أحد منهم في جميع تلك المجالس الثلاثة إلا نادراً، ويجتمع جمع عظيم من أهل الدرعية، ثم يأتي الإمام على عادته، فإذا جلس شرع القارئ في قراءة صحيح البخاري.
وأما الصلوات المكتوبة فكان الإمام يصليها في مسجد بناه في قصره، ويصلي معه فئة من الناس، إلا يوم الجمعة فإنه يصلي مع الناس في مسجد الطريف المشار إليه، وهو المسجد الجامع.
ونتيجة لمناصرة الإمام محمد بن سعود الدعوة الإصلاحية وحمايتها، قام الشيخ محمد بن عبدالوهاب بنشر العلم الشرعي وتهيئة العلماء وطلاب العلم في الدرعية، وفي أنحاء الدولة السعودية الأولى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟