
تاريخ المدينة على قشرة صخرة ونقش جدار
النقوش تعزز لنشأة الخط المديني و9 مواقع مكتشفة في خيبر والحناكية
8598 موقعا أثريا يحفظها السجل الوطني للآثار في مناطق المملكة
دقة الكتابة والوضوح وتباعد الحروف تؤكد لمسة الجمال في النقش
تيزار – مودة المطرفي
وثائق تاريخية تحملها الصخور والأحجار، وجداريات تزيّن الجبال والأودية، ونقوش تحمل حكايات من الماضي البعيد ربما لم تحظ بالتدوين في موسوعة أو كتاب.
كل هذا الثراء يأخذ مكانه على قشرة صخرة أو نقش جدار، ما دعا المعنيين للولوج في رحلة بحث وتنقيب من أجل الوصول إليها وفك رموزها بغية الحفاظ على الإرث التاريخي القديم.
وتستحوذ المدينة المنورة على نقوش أثريّة أخذت مكانها في مواقع عدة مثل ضفاف الأودية وصخور الجبال، كما يتباين شكلها ما بين أبيات شعرية، وآيات قرآنية، وأحاديث نبوية، وعبارات وعظية، وأدعية، وأسماء أشخاص، وغيرها من النقوش التي يرجع بعضها إلى سنوات قبل الميلاد مثل نقوش خيبر، وبعضها الآخر إلى بدايات القرن الأول الهجري كوادي رواوة ووادي العقيق.
وكان باحثون قد وصفوا نقوش الصخور بالوثائق التاريخية التي تعزز لحقبة زمنية تاريخية، خصوصا أن أكثرها كتب بالخط المديني، لافتين إلى أن سبب الانتشار يعود لاهتمام المسلمين في هذه الحقب بتوثيق وحفظ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية؛ حيث كان النقش على الأحجار -وفقا للخبير الإسلامي محمد المغذوي- هو من أبرز الوسائل المستخدمة في ذلك الوقت، وقد بلغ عددها أكثر من ثلاثة آلاف نقش في المدينة فقط، متوزعة على أوديتها وجبالها.
وتعزز هيئة التراث مسعاها في اكتشاف الفنون الصخرية والنقوش الكتابية، بعد إطلاقها -في 2022- مبادرة «نقوش السعودية» التي تستهدف تسليط الضوء على النقوش والمنحوتات الصخرية، والعمل على تسجيلها وتوثيقها لما لها من معنى ودلالة وقيمة تاريخية.
ويرجع باحثون -من خلال القراءة العلمية للكتابات المدونة على الصخور والنقوش- انتشار العلم والكتابة بين أفراد المجتمع في هذه الحقب الزمنية لدقة الكتابة والوضوح، وتباعد الحروف بشكل متوازن، ولمسات الجمال في الرسومات مثل النجمة والعجلة والوردة وغيرها، والهندسة الإبداعية عند كتابة الدعاء أو الآية القرآنية أو بيت الشعر، حيث يبدأ كاتبها اسمه متصلا باسم أبيه والقبيلة أو العائلة التي ينتمي إليها كنقوش قبيلة جهينة وقبيلة مزينة، مما يثري المختصين والباحثين بدراسة علم الأنساب وغيرهم.
يذكر أن أبرز الكتابات التي تم رصدها تأتي باللحيانية والمسند الجنوبي والراداثية والآرامية والصفوية والكتابات الثمودية.
أبرز أماكنها في المدينة
• الحناكية
• وادي رواوة
• وادي العقيق
• محافظة خيبر
• وادي الصويدرة
• العلا
• شمال مدائن صالح
• حرة عويرض
أرقام في النقوش
• 8598 موقعا أثريا في مختلف مناطق المملكة
• 3 آلاف نقش أثري في المدينة المنورة
• 9 نقوش تم اكتشافها حديثا في خيبر والحناكية