ماذا يريد المسار التاريخي منّا؟

هل تأهيل وترميم مواقع للتاريخ الإسلامي بالمدينة المنورة خبر عادي؟!!

ليس حدثا هيّنا أن يتم إعادة تأهيل وترميم 100 موقع تاريخي بالمدينة المنورة، فكل موقع من المواقع المائة يمثل قصة زمن وإرث حياة.

وفي رأيي أن الترميم والتأهيل، اللذين تتشارك في إنجازهما جهات عدة، يخرجان من دائرة الحفاظ على جدران المساجد والقلاع والمتاحف ومحيط الآبار إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، حيث يُجدد التأهيل ماضي الأيام، ويصون قصص الأماكن من الضياع، ويردّ ذكريات آثار لم يتعرف على رحلتها كثيرون.

ليس حدثا هيّنا أن يُقدم المعنيون على مشروع بهذا الثقل، تشتاق له المدينة المنورة وأهلها وزوارها أيضا، مشروع تاريخي ينتصر لتاريخ المدينة وماضيها.

ولكن، لماذا لم يأخذ هذا الحدث حقه بشكل أكبر من وسائل الإعلام والتنوير بالمسار التاريخي لحظة انطلاقه؟!، خصوصًا أنه يمثل  واحدا من أقوى مشاريع المدينة وأكثرها نفعا، مشروع يخدم الماضي والحاضر معا، ويجعلنا نتوقف أمام حكاية كل موقع من المواقع المائة لنقرأها من جديد.

ومع كل ما يقدمه المسار التاريخي من نفع للمدينة وأهلها وزوارها، يُحمّلنا المسار ذاته مسؤولية كبرى، إذ يطالبنا بجهد إعلامي وتوثيقي كبير يتناسب في قوته مع قوة المشروع وأهميته، يطالبنا بمتابعات إعلاميّة لحظية من بدء انطلاق المسار حتى محطته الأخيرة في 2025، يحملنا مهمة تجاوز الخبر إلى قصة ما وراء كل حجر يتم ترميمه.

التوثيق الإعلامي للحدث ومراحله مهمّة الأكفاء من الإعلاميين، ممن يتحملون -بأمر المهنية- إبراز المسار ونقاط قوته ليعرفه المُتابع أكثر وأكثر.

ومع دور الإعلام والمهام الموكولة به، والجهد الناجح الذي تبذله هيئة  تطوير المدينة بهذا الشأن، يبقى على كل جهة مسؤولة منح الإعلام الفرصة لأداء دوره بشكل تكاملي.

المسار التاريخي ليس حدثا هيّنا.. فلنمنحه القوة التي يستحقها إعلاميا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟